مصنفاته وأما مصنفاته فلم يفرد لها كتاب فيما أعلم، وإنما له مسائل ورسائل مجموعة في جميع فنون العلم ما لو جمعت لصارت خزانة كاملة، وقد جمع القاضي المكين العلامة: أحمد بن سعد الدين أطال الله بقاه مجلدات كبار مفردة وكثيرا مجموعة إلى غيرها مما يطول، ولقد رأيته مرارا يتناول الأحكام عند ورود الفتوى، والمجلس غاص بأهله ما يترك له في غالبها حجرة، ولا يقطع السلام ولا الكلام ويده مستمرة بذلك، فإذا كثر عليه رفع [4ب] نظره إلى سقف المنزل ليجتمع له فكره، فكان كثير من الفضلاء يتحدثون مع ذلك سرا ويقولون: يتناولها من السقف لما يرون فيها من البسط واستيفاء المسألة وأدلتها الواضحة، وكذا رأيته يسود للكاتب الرسالة الطويلة بالحجج النيرة، ولا يعيد فيها نظرا فيراها بعد ذلك كأنما قد حصلها في خلوة وطول نظر.
مخ ۹