وما زلت تصطاد المفاخر جاهدا
وتنظمها عقدا لمجدك فاعتدى
وأقسم لولا أنت لم يك للهدى
ولا للورى راع بحق ولا لما ... كذاك المعالي للكرام مصائد
وليس له إلا المعالي معاقد
نصير ولا للدين في الناس عاضد
تهدم من دار المكارم شائد
تحملت أعباء الإمامة بعدما
وأظلمت الآفاق طرا وزلزلت
وقمت بأمر لو تحمل مثله
وأدحرت شيطان الضلال بدعوة ... جرى ما جرى والموت للخلق حاصد
من الدين إذ مات الإمام القواعد[30/أ]
الجبال لذابت من ذراها الجلامد
لها ذل ذو بغي وأرغم حاسد
وعز بها الدين الحنيف وأطدت
وأشرق نور الحق بعد كسوفه
وما زلت يا ابن الطهر للدين ناصرا
تقيم عليهم كل يوم قيامة ... بها منه من بعد انهيار معاقد
وعادت ربوع الجور وهي فدافد
تصول على أعدائه وتجاهد
دماؤهم فيها عليهم مجاسد
فهابوك حتى ما تقر قلوبهم
إذا ذكروا أيامك البيض فيهم
وإن سمعوا ذكر المؤيد أبلسوا
وسل أثلة(1) عنه تخبرك ما ارتعت ... وخافوك حتى نومهم منك شارد
تغشاهم ليل من الهم صارد
كأن اسمه فيهم أسود خوارد
ثعالبه في سفحه والأساود
لقد أخصبت فيه زمانا وطالما
له فيه أصل الفخر إذ كان عزمه
وأصبح أجرى بالذي قال شاعر
نهبت من الأعمار ما لو حويته ... تعاودها عيش هنالك جاهد
به صال من أنصاره من يجالد
قديم وأين الغيبث مما نشاهد
لهيئت الدنيا بأنك خالد
كذا شرف العلياء أخوه له به
وكم لأمير المؤمنين مشاهد
وكم نعمة أسدى وكم نعمة هدى
يزور فناه المعتقون فصادر ... مقام به ذل العدو المعاند
إذا ذكرت ضاعت لديها المشاهد
وكم فرجت مما تجود شدائد
بما يبتغي عنه وآخر وارد
فمن علمه تهدى إليهم فرائد
يرى بشره العافي فيوقن أنه
إذا ما رأى رأيا تبلج نوره
جرى معه في حلبة الفضل قادة ... ومن جوده تهدى إليهم فوائد
بما يترجاه من الخير عائد
وسد به ثغر وأصلح فاسد
فجلا وأعيت عن مداه الأماجد
بجد وجد نال ما نال وحده
قلا لذة الدنيا فمن يره يقل فعدته منها كتاب وصارم
مخ ۸۱