وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: (1)" يكون في آخر الزمان قوم يقع فيهم قوم مراؤن فيقرأون ويتنسكون لا يوجبون أمرا بالمعروف ولا نهيا عن المنكر، إلا إذا آمنوا، الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير يتبعون زلات العلماء، وما لا يضرهم في نفس ولا مال، فلو أضرت الصلاة والصيام وسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها، وقد رفضوا أسنم الفرائض وأشرفها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصالحين فريضة بها تقام الفرائض وتحل المكاسب وترد المظالم وتعمر الأرض وينتصف من الأعداء فأنكروا المنكر بألسنتكم وصكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم، قال: فأوحى الله عز وجل إلى نبي من أنبيائه - عليهم السلام- إني معذب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شراراهم، وستين ألفا من خيارهم، فقال: يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ قال: داهنوا [19/ب] أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي، ولا فتنة ولا ظلم ولا تولى عن الحق، ولا نكر ولا بغي في الأرض على المؤمنين إلا وقد ارتكب أعظمه هؤلاء الذين ندعوا إلى جهادهم ونحرض الناس على نكايتهم وجلادهم، وننادي فيهم بالأخذ على أيديهم عن معاصي الله وأطرهم على الحق كما أمر امتثالا لقول الله عز وجل: {ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير}[الحج:77-78].
مخ ۴۹