وحذرا [18/أ] من إثم الكتمان الذي توعد عليه الرحمن وقال: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار، ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}[البقرة:174-175].
وقال عز وجل: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم}[البقرة:159-160].
وقال نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من كتم علما مما ينفع الله به في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار)).
ثم حنوا وشفقة ومحبة ومقة(1) أن يضيع مثلكم ما افترض الله عليه من الفرض الأعظم، ويهمل ما أوجب الله عليه من الجهاد في سبيله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ على أيدي الظالمين والزم، وقد علمتم من ذلك ما لا يعلمه غيركم وشاركتم أنتم وسلفكم من المذاكرة للعلماء والمباحثة فيما لم يكن لسواكم وسمعتم الله عز وجل يقول: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}[البقرة:216].
مخ ۴۵