236

جوهره منيره

الجوهرة المنيرة - 1

ژانرونه

ولما استقروا في مجلس الأمير عبد الرب بايع الأمير علي بن شمس الدين ومن كان في الحصن، وقد أرسل الأمير ولده الأمير الناصر بن عبد الرب إلى الإمام -عليه السلام- يستعطفه كما تقدم، فأخبرني من شهد ذلك أن الإمام -عليه السلام- لحقته العواطف الرحمية والمراحم النبوية ولا يصف الواصف تأنيسه له وأنه بكى رحمة له لما رأى(1) فيهم من الذل مع ما يعرف من أحوالهم، وكان الأمير محمد بن علي بن شمس الدين قد هم بشقاق أبيه وأخيه وأراد المولاة لجانب الحق في ابتداء أمرهم فقبضوا عليه وعلى من معه وأخذوا ما في بيته وتركوه في الحبس مضيقا عليه، فأمر مولانا الحسن رحمه الله بإطلاقه وإطلاق المحابيس والرهائن (2).

وهو مع ذلك يلطف بهم ويداعبهم ويلين لهم الجانب ويحسن إليهم وقد بذلوا المجهود في الضيافة مع كثرة الناس وقدموا الخيل العظيمة [103/أ] المحلية، ثم وصل أهل الحيمة المحاصرون للطويلة والذين كانوا في الطويلة ولم يبق لهم في الحصن سعة وفي أهل الحيمة ما لا يحتمله أهل كوكبان، فخاف الأمير عبد الرب من معرة في الحصن من أهل الحيمة أو يحصل اختلاف ، فاستجار بمولانا الحسن منهم وقال: أخافهم وأخاف عليهم أو كما قال.

مخ ۲۶۲