حسن تأليفه وأما حسن تأليفه الشارد ومقابلته للصادر(1) والوارد فأظهر من الشمس والصلوات الخمس مع أصحابه ومن يخالطه، ولقد يسأمون مما يرون من إحسانه إلى الأبعد فالأبعد، وأن كل طائفة تدعي ميله إليها. أما العلماء من أهل المذاهب فإنهم يأنسون إليه كثيرا ولا يعدون خلافه لهم خلافا لما يرون من إنصافهم ولقد يدعون أنه منهم، وأما المؤلفة فإنه يبدل وحشتهم أنسا وبعدهم قربا، ومن ذلك ما تقدم من إحسانه إلى الأمير صفر من عظماء أمراء العجم في حروب كثيرة أعظمها بلاد صعدة وأنه ممن شرك في دم الشهيد السعيد الحميد شقيقه مولانا علي بن أمير المؤمنين -رضوان الله عليه- وأنه لم يجعل له موضعا في الحبس كغيره من أمراء العجم، بل عمر له دارا في شهارة وأمثاله [10/أ] كثيرة. ومثل الأمير ناصر المحبشي وغيرهم ممن عاداه وكذا من سائر الطبقات ما يطول وسيأتي(2). وما كان من الحلم والصفح فله في هذا الباب علاقة وسيأتي إن شاء الله ما يمثل به في خبر فتح ذي جبلة بقوله:
فكم ملك أسرت فلم أهنه ... ولم ألبسه مسكنة بأسري
نسأل الله العظيم بحقه العظيم وحق نبيه الذي وصفه بالخلق العظيم أن يوفقني والمسلمين إلى طريقته القويمة والإقتداء بسيرته الشريفة الكريمة آمين آمين. انتهى.
فصل: وأما دعوته الشريفة فإنما ضمنها كتبه إلى الخاصة والعامة لإخبارهم بوفاة والده -صلوات الله عليهما- فلم يكن لها نسخة واحدة بل نسخ كثيرة طارت في الآفاق من اليمن والشام والعراق، وأما رسائله ونصائحه ودعوته لأهل البلاد القاصية الأقطار النائية فما لو جمعت لكانت مجلدات كبار ونذكر منها طرفا من ذلك دعوته إلى بلاد خراسان إلى الشاه الأعظم عباس بن إسماعيل الحسيني وغيرها، وهي هذه:
مخ ۲۳