202

فصل في أخبار المغارب وفتحها قد تقدم ذكر وصول مولانا شرف الدين الحسين بن أمير المؤمنين إلى العر من الحيمة، ثم صعد منه إلى بلاد حضور فوصله أهلها وطردوا من عندهم من أعوان الظالمين، وصار إلى جبل حضور ثم جمع عسكره وقبائل الحيمة وأمرهم مع الشيخ المجاهد الشهيد جمال الإسلام علي بن عبد الله الطير وغيره إلى أعلى من صنعاء، وعشروا هنالك وعادوا بلاد حضور وقد اجتمع غالب المغرب إليه، وقد أرسل إلى بلاد آنس حي السيد المجاهد المطهر بن ناصر الدين الحمزي(1) رحمه الله، ثم أمرني باللحوق به فكان الحرب على محطة الترك في نمارة من أعلى بني قشيب وكان في الناس تثاقل، وملل الذين هم أهل البلاد الإمامية وفي أهل آنس ضعف شديد وخوف عواقب، وكان حي الشيخ حسين بن ناصر بن راجح صادق الولاء فكان أحسن من يعتمد عليه، وحاصرنا آغا العجم المسمى مزاحم في نمارة وكان من شياطينهم، وقتل من أصحابه نحو خمسة أنفار أو ستة، ومن المجاهدين مثلهم. وأسر من أصحابه أيضا أهل مرتبة خارج الحصن نحو عشرين قصبة بنادق وأخذ سلاحهم، ثم وصل لهم غارة من صنعاء الأمير أحمد بن عبد الرحمن أخ الأمير عبد الرحيم في نحو ألف قصبة بنادق، وكذا محطة كانت في ظليم في الهان، ثم تشرعوا للحرب حتى اتصل أوائلهم بالمناجزين، وضعف أهل المغرب عن مقاومتهم فوجدوا طريقا لهربهم ولحوقهم بأصحابهم، وصلحت بلاد آنس كلها وكان أرسل مولانا الحسين رضوان الله عليه مع ذلك لقصد أخذهم الشيخ المجاهد علي بن عبد الله الطير، وكانت طريقه بلاد ريشة أعشار ثم عافش(2) ودخل مخلاف عاثين(3). وأرسل بعده السيد العلامة شمس الدين أحمد بن علي الشامي أطال الله بقاه إلى بلاد الهان وهو -عليه السلام- في جهات بني مطر فما وصل السيد والشيخ [87/أ] ومن معهما إلا وقد انفصلوا واتصلوا بجهران، ثم خرجوا إلى المحاط التي في زراجة ونجوا.

مخ ۲۲۴