جوهره منيره
الجوهرة المنيرة - 1
ژانرونه
نعم حفظكم الله وأصلح بحميد مساعيكم أمور المسلمين وأتحفكم بشريف السلام ورحمة الله وبركاته وتحياته ومرضاته، أحببت أن أذكر شيئا من هذه الأمور وإن كنت لا أذكر في العد لمثل هذا عند مولاي غير أن السكوت على ما يحك في النفس غش، ويأبى الله أن يتلبس صنوكم بغش لكم أو لمسلم من المسلمين قد أسعدنا الله سبحانه أهل هذا البيت بأن قام قائمنا المنصور حتى سما بذكرنا إلى أعلى درجة في الدنيا، فلما إن اختار الله له دار جواره لم يضيعنا بل أودع سره في ذاتكم الكريمة، وهذه نعمة علينا خاصة ما نقوم بشكرها لا وعزته وجلاله إلا أن يعيننا على أداء شكر ما أسدى فهو القادر، ولم ينل والدكم قدس الله روحه [82/ب] ما نال إلا بالجهد في الإجتهاد في ذات الله وبذل الجد في الجهاد لأعداء الله ولم يعرج مع ذلك على لوم لائم ولا لحي لاح مع مراقبة حدود الله وبذل دون ذلك نفسه ونفيسه حتى كان من أمره ما كان، وهذا الشأن من سرائر ذلك الإنسان ولم تسعده الليالي والأيام إلى ما أسعدت ولده المؤيد بالله إن شاء الله، بل كانت تأتي بأعاكيس فعانى هؤلاء القوم في ثورة منهم وشدة وضعف القبائل المناوين لهم وفترتهم حتى كان يقوم تارة ويقعد أخرى، حتى قضى تكليفه بالغا وسعه، فنفعنا الله ببركاته وسره. ومولاي حفظه الله قد يسر الله له ما لا يتيسر لغيره تفضلا منه ومنا، فهاهنا لولب إن فكر فيه مولاي جرى عليه بإعانة الله وتأييده وتسديده(1) بكل النجاة، وهذا شرح ما أودعته من ذلك. ليعلم مولاي حفظه الله وحماه أن هذه الشجرة الملعونة قد أذن الله بزوالها ويسر أسباب انتقالها، والدنيا دار تكليف واختبار وليست دار أخبار بآية، أنه من المعلوم لمن عرف حقيقة أساس ملكهم في اليمن وقهرهم لمن ناوأهم ولا سيما في حرب أهل الحق إنما يأتي من اليمن وأكثرها وعمدتها على يدي الزوم لا رحمه الله من أمر الطعامات ونحوها، ثم أمن الطريق إلى مقرهم على يدي الحدا وقيفة ومن إليهم، ثم مع ذلك إن القبائل إليهم مائلون وإلى الأليق بهم مسرعون ومهرعون إلا من عصمه الله، وهذه الأمور الآن بالنقيض فإن الجهة اليمنية ما يخرجون منها زبديا طعاما، بحيث أنه بلغ أن الباشا هذا صاح أن من جلب طعاما إلى اليمن فلا يلومن إلا نفسه لأنه امتار أهل اليمن من الجبل وهذا أمر لا يعهد، فصنعاء وبلادها ما يقوم بها قوتا لشهر واحد، وهذا أمر سماوي وهذا أهل الطرقات لهم منابذون محاربون وهذا رعيتهم عنهم نافرون.
مخ ۲۱۵