جوهره منيره
الجوهرة المنيرة - 1
ژانرونه
إنه لما أسفر من طوالع أشهر الحج المباركة بدرها، وانفلق عن ليل غيبوبتها لطالبي زيارة البيت العتيق إصباحها وفجرها، وحيعل(1) داعيها بفلاح من ثاب إلى الكعبة البيت الحرام الذي على في العالمين شرفها وذكرها، فأذن بشوق القلوب إلى تلك المواطن الشريفة بزمامه وطالبها الإيمان بالوفاء بعهوده في الإجابة بدعوة إبراهيم الخليل -عليه السلام- وذمامه، فأسرع إلى أداء هذه الفريضة الواجبة والعزيمة التي جعلها الله سبحانه أحد أركان الإسلام اللازبة(2) جماعة من سادة أهل البيت -عليهم السلام- وشيعتهم المقتدين بهم في الإقدام والإحجام معتصمين بالله سبحانه ومتوكلين عليه متوسلين بنبيه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- في بلاغ ما أملوه من ذلك إن شاء الله تعالى إليه معتمدين على حمايته عز وجل ورعايته وإمداده وإعانته وحماية من حمى الله بوجوده في أهل البيت النبوي ذلك الحرم، وصان(3) بعلي همته وشريف عزائمه وافد الله تبارك وتعالى أن يهاج أو يهتضم حامدين لله سبحانه على هذه المنة التي هي من أجل النعم، مادين الأكف بالدعاء لتلك الحضرة الكريمة التي بها يحصل هذا المقصد الأعظم وتم، وفيمن صحب جماعهتم هذا العام وهزه الشوق إلى أداء تلك المناسك [81/أ] العظام الولد السيد جمال الدين علي بن أمير المؤمنين أمده الله بمواد التوفيق والتسديد ويسر له من فضله أسباب المعونة والتأييد، وهو رعاه الله في غاية من الغباوة والحداثة والجهل للأمور وعدم المعرفة لشيء من الأحوال لاكنا أعتمدنا في أمره على الله سبحانه وتعالى وهو خير معتمد، وعلى ما علمناه من عناية تلك الحضرة الشريفة أدام الله عزها وأعلى قدرها بمن يوافيها من وفاد الله وحجاج حرمه وضيفه النازلين في فناء بيته العتيق، وكرمه ممن شملته دعوة الإسلام وحوته ملة محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، فكيف بمن هو غصن من دوحتها العظمى، وفرع إلى أصلها الشريف ينسب وينمى، فلا غنى لمثله من ملاحظتكم له بعين الرعاية، ونظمه في سلك من حواه من شفقتكم كنف الحياطة والحماية، لا زلتم موئلا للإسلام وأهله ولا برحتم راعين لحق البيت النبوي وجامعين لشمله بمحمد وآل محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
وإلى الشريف مغامس مثله أو قريب منه.
ولما انفصل مولانا علي أطال الله بقاه ألحقه الإمام -عليه السلام- كتابا هذه نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، الولد السيد الأمجد الأكمل الأنبل الأوحد، جمال الآل وكريم الطرائق والخصال جمال الإسلام والمسلمين علي بن أمير المؤمنين، كان الله له وليا وبه حفيا والله يهدي إليه من السلام أوفره رضوانا، ومن الإكرام أرفعه بنيانا وأرجحه ميزانا، ورحمة الله وبركاته وبعد:
مخ ۲۱۱