جوهر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
ژانرونه
ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين(64) ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين(65)فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين(66) {ثم توليتم} أي: أعرضتم عن أمر الله وطاعته {من بعد ذلك} أي: من بعد أخذ الميثاق {فلولا فضل الله عليكم ورحمته} بتأخير العذاب {لكنتم من الخاسرين} أي: الهالكين في العذاب {ولقد علمتم} أي: عرفتم {الذين اعتدوا منكم في السبت} أي: جازوا ما حد لهم من التجرد للعبادة وتعظيمه واشتغلوا بالصيد، وذلك أن الله ابتلاهم فما كان يبقى حوت في البحر إلا أخرج خرطومه يوم السبت، فإذا مضى تفرقت فحفروا حياضا عند البحر وشرعوا إليها الجداول فكانت الحيتان تفكها فيصطادونها يوم الأحد فحبسها في الحياض هو اعتذارهم {فقلنا لهم كونوا قردة} أي: كونوا سكوتا إياكم قردة {خاسئين} أي: مطرودين مبعدين جامعين بين القردية والخسوء وهو الصغار لأن الله مسخهم وجعلهم قردة تعاوي ولم يلبثوا بعد ذلك سوى ثلاثة أيام ولم يأكلوا ولم يشربوا ثم أرسل الله عليهم ريحا فرقتهم في البحر فهلكوا {فجعلناها} بمعنى تلك العقوبة والمسخة {نكالا} أي: عبرة تنكل من اعتبر بها أي: يمنعه {لما بين يديها} أي: الأمم التي ترى تلك الفرقة الممسوخة {وما خلفها} أي: الأمم التي هي بعدها لأن مسختهم ذكرت في كتب الأولين فاعتبروا بها واعتبر بها من بلغتهم من الآخرين {وموعظة} أي: وعبرة {للمتقين} أي: للمؤمنين من هذه الأمة أو اللذين نحوهم عن الإعتداء من صالحي قومهم أو لكل متق سمعها.
مخ ۶۶