جوهر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
ژانرونه
ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون(56)وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون(57)وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين(58) {ثم بعثناكم} أي: نشرناكم وأعدناكم حيا من بعد موتكم بالصاعقة {لعلكم تشكرون} أي: لكي تشكروا نعمة البعث بعد الموت أو نعمة الله بعد ما كفرتموها إذا رأيتم عذابه بالصاعقة وشدة الموت بها {وظللنا عليكم الغمام} أي: سيرناكم به من حر الشمس، وذلك في التيه سخر الله لهم السحاب تسير سيرهم تضلهم من الشمس وتترك بالليل عمود من نار يسيرون في ضوءه وثيابهم لا تفسخ ولا تبلى {وأنزلنا عليكم المن والسلوى} وهو الترنجين مثل الثلج ينزل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس لكل إنسان صاع والسلوى وهي طير أمثال السمانا بعثت الجنوب فكانت تجمعها إليهم فيذبح الرجل منها ما يكفيه وقلنا لهم {كلوا من طيبات ما رزقناكم} أي: من حلالاته ومستلذاته {وما ظلمونا} بكفرهم هذه النعم وإبائهم على موسى قرية الجبارين {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} أي: ولكن ظلموا أنفسهم حين تركوا امرنا فحبسناهم في التيه فلما انقضت مدة حبسهم وخرجوا من التيه قال الله لهم {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية} وهي بيت المقدس وقيل أريحا من قرا الشام أمروا بدخولها بعد التيه {فكلوا منها} أي: من طيبات ثمارها وأطعمتها {حيث شئتم} أي: من أي مكان شئتم {رغدا} أي: واسعا ناعما رافها {وادخلوا الباب سجدا} هو أحد أبوب القرية وقيل: باب القبة التي كانوا يصلون إليها وهم لم يدخلوا بيت المقدس في حياة موسى وأمروا بالسجود عند الباب شكرا لله وتواضعا وأريد بالسجود أن يحنوا في حال دخولهم بخشوع وتواضع وقيل طواطأ لهم الباب ليخفضوا رؤوسهم فلم يخفضوها ودخلوا مترحفين على أوراكهم {وقولوا حطة} من الحط بمعنى حط عنا ذنوبنا وذلك بأنهم أصابوا خطيئة بإبائهم على موسى دخول القرية فأراد الله أن {يغفر لكم} فقال لهم قولوا حطة أي: مسلتنا حطة وهو أن تحط عنا ذنوبنا {وسنزيد المحسنين} أي: من كان محسنا منكم كانت تلك الكلمة سببا في زيادة ثوابه ومن كان مجيب كانت له توبة ومغفرة.
مخ ۶۰