جوهر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
ژانرونه
مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون(17)صم بكم عمي فهم لا يرجعون(18)أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين(19)
{مثلهم كمثل الذي استوقد نارا} أي: حالهم في نفاقهم وإبطانهم الكفر كحال من أوقد نارا فاستضاء بها وأضاءت النار ما حوله، وأمن مما يخاف ويحذر، فبينا هو كذلك إذ طفيت ناره فيبقى خائفا متحيرا فذلك قوله:{فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون} كذلك حال المنافقين لما أظهروا كلمة الإيمان واسروا الكفر اغتروا بها وأسفوا، فلما ماتوا عادوا إلى الخوف والعذاب صم لتركهم قبول ما يسمعون بكم لتركهم القول بالخبر عمي لتركهم ما يبصرون من الهداية فهم لا يرجعون عن الجهل والغي إلى الإسلام ذكر تمثيلا أخر فقال: {أو كصيب من السماء} الصيب المطر الشديد الذي يصوب أي: ينزل والسماء هي هذا المطلة وعن الحسن أنها موج مكفوفة وقيل: السماء السحاب فيه أي: في ذلك السحاب {ظلمات ورعد وبرق} ظلمات السحاب ظلمات المطر؛ لأنه لا يخلوا من ظلمة وظلمة الغيم وظلمة الليل والرعد والصوت الذي يسمع من السحاب كان أجرامه اضطراب وتنقض إذا جرتها الريح فتصوت عند ذلك والبرق هو النار التي تخرج منه.
مخ ۳۱