جوهر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
ژانرونه
ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون(118)هاأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور(119) {يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا [9]بطانة من دونكم} بطانة الرجل خصيصه وصفيه الذي يفضي إليه بخصاصة مودة الثقة شبه ببطانة الثوب من دونكم من دون أبناء جنسكم وهم المسلمون {لا يألونكم خبالا} أي: لا يدعون جهدهم في مضرتكم وقيل لا يتركون غاية في لقائكم فيما يضركم والخبالا الفساد، والآية نزلت في النهي عن مداخلة اليهود والمنافقين دعا مصادفتهم وصحبتهم {ودوا ما عنتم} أي: يمنوا عليكم عنتكم والعنت شدة الضرر والمشقة، وأصله انهيار العظم بعد حين، أي: تمنوا أن يضروكم في دينكم ودنياكم أشد الضرر وأبلغه {قد بدت البغضاء من أفواههم} أي: ظهرت لأنهم لا يتمالكون مع ضبطهم أنفسهم وتحاملهم عليها، وشدة كتمانهم أن ينفلت من ألسنتهم ما يعلم به بغضهم للمسلمين، وما تخفي صدورهم، يعني من العداوة والبغضاء أكبر مما بدى من أفواههم {قد بينا الآيات} معنى العلامات الدالة على وجوب الاختصاص وموالاة أولياء الله ومعادات أهله {إن كنتم تعقلون} ما بين لكم فتعملون به وهذه الجمل من قوله {لا يألونكم خبالا} وارد على وجه التعليل للنهي، عن اتخاذهم بطانة {هاأنتم أولاء} بيان لخطابهم في موالاتهم حيث يبذلون محبتهم لأهل بغضهم {تؤمنون بالكتاب كله} أي:تصدقون بجميع الكتب وتؤمنون بكتابهم كله وهم مع ذلك يبغضنوكم {وإذا لقوكم قالوا أمنا} استهزاء منهم ونفاقا فما بالكم تحبونهم وهم لا يؤمنون بشئ من كتابكم، وفيه توبيخ شديد وإخبار بأنهم في باطلهم أصلب منكم في حقكم، {وإذا خلوا} أي: انفردوا عنكم {عضوا عليكم الأنامل من الغيظ} المغتاظ النادم والنادم يوصفان بعض الأنامل والبنان والإبهام، ويفعله من فاته مالا يقدر أن يتداركه أو يرى شيئا يكرهه ولا يقدر أن يغيره، {قل} يا محمد {موتوا بغيظكم} دعاء عليهم بأن يزداد غيظهم حتى يهلكوا به والمراد زياد الغيظ زيادة ما يغيظهم من قوة الإسلام وعز أهله، وما لهم في ذلك من الذل والخزي والهلاك، {إن الله عليم بذات الصدور} فهو يعلم ما في صدور المنافقين من الحمق والبغضاء وما يكون منهم في حال خلو بعضهم ببعض، فيعاقبهم عليه ومعناه أخبرهم بما يسرونه من عضهم الأنامل غيظا إذا خلوا وقل لهم إن الله عليم بما هو أخفى مما تسرونه بينكم وهو مضمرات الصدور فلا تظنوا أن أشياء من أسراركم يخفى علي [10].
مخ ۳۳۳