265

جوهر شفاف

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

ژانرونه

شعه فقه

قل ياأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون(98)قل ياأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون(99)ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين(100) {قل يا أهل الكتاب لما تكفرون بآيات الله} بمعجزاته الدالة على صدق محمد {والله شهيد على ما تعملون} على أعمالكم فمجازيكم عليها، {قل يا أهل الكتاب لما تصدون عن سبيل الله من آمن} أي: لما تمنعون الناس عن دين حق عليهم أنه سبيل الله التي أمر سلوكها، وهو الإسلام، وكانوا يفتنون المؤمنين ويحتالون لصدهم عنه، ويمنعون من أراد الدخول فيه بجهدهم، وقيل: أتت الأوس والخزرج فذكروهم ما كان بينهم في الجاهلية من العداوت والحروب، ليعودوا لمثله، {يبغونها عوجا} أي: يطلبون للسبيل اعوجاجا وميلا عن القصد والاستقامة بمعنى أنكم تلبسون على الناس، حتى توهموهم أن فيها بقولكم أن شريعة موسى لا تنسخ، وتتغير وبتغييركم صفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن وجهها {وأنتم شهداء} أنها سبيل الله التي لا يصد عنها إلا ضال، مضل ومعناه وأنتم شهداء بين أهل دينكم عدول يتقون بأقوالكم ويشهدونكم في عظائم أمورهم وهم الأحبار، {وما الله بغافل عما تعملون} وعيد لهم {يا أيها الذين أمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم من بعد إيمانكم كافرون} قيل: مر شاس ابن قيس اليهودي وكان عظيم الكفر شديد الطعن على المسلمين شديد الحسد لهم على نفر من الأنصار من الأوس والخزرج في مجلس يتحدثون، فغاضه ذلك، حيث تحالفوا واجتمعوا بعد الذي كان بينهم في الجاهلية، من العداوة فقال: مالنا معهم إذا اجتمعوا من قرار، فأمر شابا [3{من اليهود أن يجلس إليهم ويذكرهم يوم بغاة وينشدهم ما قيل من الأشعار، وكان يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس، ففعل فتنازع القوم عند ذلك وتفاخروا وتغاضبوا وقالوا السلاحالسلاح، فبلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين والأنصار فقال: ((أتدعون الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف بينكم)) فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح وبكوا وعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما كان يوما أقبح أولا وأحسن آخرا من ذلك اليوم والفريق شاس ومن معه من اليهود.

وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم(101)ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون(102)واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون(103)

{وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله} معنى الاستفهام في كيف الإنكار والتعجب، والمعنى: من أين يتطرق إليكم الكفر وحالكم أن آيات الله وهي القرآن المعجز تتلى عليكم على لسان الرسول غصة طرية، أي: قريبة العهد وبين أظهركم رسول الله ينهيكم ويعظكم {ومن يعتصم بالله} أي: يتمسك بدينه وآياته وسنة نبيه، {فقد هدي} حصل له الخير والهدى لا محالة {إلى صراط مستقيم} أي: طريق ثابت، وهو دين الإسلام {يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته} أي: واجب تقواه وما يحق منها وهو القيام بالواجب، واجتناب المحارم، والمعنى: بالغوا في التقوى حتى لا تتركوا منها شيئا ومثله فاتقوا الله ما استطعتم وليس بناسخ لهذه كما زعم بعض المفسرين.

مخ ۳۱۹