254

جوهر شفاف

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

ژانرونه

شعه فقه

إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم(77) وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون(78) {إن الذين يشترون بعهد الله} نزلت في رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ضيعة فهم المدعى عليه أن يحلف فنزلت هذه الآية فنكل المدعى عليه عن اليمين وأقر بالحق، ومعنى يشترون يستبدلون بعهد الله بوصيته للمؤمنين أن لا يحلفوا كاذبين باسمه وإيمانهم جمع اليمين وهي الحلفة {ثمنا قليلا} هو متاع الدنيا من طلب الرئاسة والرشا {أولئك لا خلاق لهم في الآخرة} أي: لا نصيب لهم فيها {ولا يكلمهم الله} بكلام يسرهم {ولا ينظر إليهم يوم القيامة} برحمة {ولا يزكيهم} لا يثني عليهم بخير {ولهم عذاب أليم} وهو نار جهنم {وإن منهم لفريقا} أي: جماعة وهم كعب ابن الأشرف ومالك ابن النضير وحيي بن أخطب وغيره {يلوون ألسنتهم بالكتاب} أي: يفتلونها بقراءته عن الصحيح إلى المحرف {لتحسبوه} لتحسبوا المحرف {من الكتاب} يفعلون ذلك ليحسبه المسلمون من الكتاب وهو التوراة {وما هو من الكتاب} رد عليهم وتكذيب لهم على التحريف {ويقولون هو من عند الله} تأكيد وزيادة تشنيع عليهم، وتسجيل بالكذب ودلالة على أنهم لا يعرضون وإنما يصرحون بأنهم في التوراة هكذا وأنزله الله على موسى {كذلك} لفرط جرأتهم على الله وقساوة قلوبهم ويأسهم من الآخرة.

وعن ابن عباس: هم اليهود الذين قدموا على كعب بن الأشرف لعنه الله غير التوراة وكتبوا فيها وبدلوا أصفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أخذت قريظة ما كتبوه، فخلطوه بالكتاب الذي عندهم {وما هو من عند الله} رد عليهم {ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} بأنهم كاذبون على الله فيما نسبوا إليهم من المحرف.

مخ ۳۰۳