جوهر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
ژانرونه
ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم(73)يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم(74)
{ولا تؤمنوا} هذا من كلام اليهود بعضهم لبعض قالوا أن لا تصدقوا ولا تقروا بأن يؤتى أحدا مثلما أوتيتم من العلم والحكمة والكتاب والحجة والفضائل والكرامات {إلا لمن تيع دينكم} اليهودية وقام من شرائعكم دون غيرهم، وقوله {قل إن الهدى هدى الله} اعتراض فاصل بين المفعول وفعله، وهو من كلام الله وليس من كلام اليهود {أن يؤتى أحدا مثلما أوتيتم} أي: ولا تظهروا إيمانكم بأن يؤتى أحدا مثلما أوتيتم إلا لأهل دينكم دون غيرهم والمعنى أمر وتصديقكم بأن المسلمين قد أوتوا من كتب الله مثلما أوتيتم ولا تفشوه إلا إلى أشياعكم وحدهم دون المسلمين لئلا يزيدهم ثباتا ودون المشركين لئلا يدعوكم ذلك إلى الإسلام وقوله{أو يحاجوكم عند ربكم} عطف على قوله أن يؤتى بمعنى ولا تؤمنوا لغير أتباعكم إن المسلمين يحاجوكم يوم القيامة بالحق، ويغالبوكم عند الله بالحجة، ومعنى الاعتراض الفاصل إن الهدى من يشاء أن يلطف به حتى يسلم أو يزيد ثباته على الإسلام كان ذلك ولم ينفع كيدهم وحيلكم ومنعكم بتصديقكم عن المسلمين والمشركين، وكذلك قوله {قل إن الفضل بيد الله} يريد الهداية والتوفيق، وما تفضل به عليك وعلى أمتك، والمعنى التفاضل العلم والنبوة بيده متوقف على إرادته {يؤتيه من يشاء} من يستحقه رضيتم أو كرهتم {والله واسع} كثير العطاء والفضل {عليم} بمن يستحقه ويخصه به وإن حسدتموه {يختص برحمته} أي: بالنبوة وإيتاء الكتاب {من يشاء} من هو أهل لها وعرفهم صفته في كتابكم {والله ذو الفضل} على أوليائه {العظيم} لأنه لا شئ أعظم مما عنده من الإسلام ثم أخبر بعلم عن اختلاف أحوالهم في الأمانة والخيانة في قوله.
مخ ۳۰۰