209

جوهر شفاف

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

ژانرونه

شعه فقه

قال رضي الله عنه: ورأيتهم لهم في الحسن قصص وأخبار وعجائب، وإنكار ذلك عندهم كإنكار المشاهدات المعنى أنهم يقومون يوم القيامة مختلين كالمصروعين، وتلك علامتهم يعرفون بها عند أهل الموقف وقيل: الذين يخرجون من القبور يسرعون إلى أكل الربا فإنهم ينهضون ويسقطون كالمصروعين لأنهم أكلوا الربا فأرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم فلا يقدرون على المشي[127{{ذلك} يعني العقاب {بأنهم قالوا} أي: بسبب قولهم {إنما البيع مثل الربا} كان مقتضى التشبيه أن يقول إنما الربا مثل البيع لأن الكلام في الربا لا في البيع، فوجب أن يشبهوا الربا بالبيع لأن شبهتهم في استحلاله أنهم قالوا يشتري الرجل مالا يساوي إلا درهما بدرهمين جاز، وكذلك إذا باع درهما بدرهمين لكن جئ به على طريق المبالغة كما يقال: القمر كوجه فلان، وهو أنه بلغ من اعتقادهم في حل الربا بهم جعلوه إصلاحا في الحل، حتى شبهوا به البيع وقوله {وأحل الله البيع وحرم الربا} إنكار لتسويتهم بينهما ودلالة على أن القياس يهدمه النص لأنه جعل الدليل على بطلان قياسهم إحلال الله وتحريمه {فمن جاءه موعظة من ربه} أي: فمن بلغه وعظ من الله وزجر بالنهي عن الربا وذكر فعل الموعظة لأن تأنيثها غير حقيقي ولأنها في معنا الوعظاء فانتهى أي قنع النهي وامتنع {فله ما سلف} يعني: ما مضى فلا يؤاخذنه لأنه أخذ قبل نزول التحريم {وأمر إلى الله} يحكم في شأنه يوم القيامة وليس من أمره إليكم بشئ فلا تطالبوا به {ومن عاد} يعني: إلى الربا وأكله والمعاملة به {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} وهذا دليل يبين على تخليد الفساق، وأن الربا من كبائر المعاصي ومما يخلد به في النار وفي الحديث: ((الربا سبعون بابا أهونها عند الله كناكح أمه)) وفيه((لعن الله آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه)) وفيه ((إذا أراد الله بقرية هلاكا أكثر فيهم الربا)) وفيه ((ما تعامل قوم بالربا إلا منع الله منهم البركات)) وفيه ((درهم ربا أعظم عند الله من سبعين زنية)) وفي حديث آخر((إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من ستة وثلاثين زنية يزنيها)) ، والآخذ والمعطي سواء في الربا. {يمحق الله الربا} يذهب ببركته ويهلك المال الذي يدخل فيه وعن ابن مسعود: ((الربا وإن كثر إلى قل)) {ويربي الصدقات} أي: يكثرها ما يتصدق به، بأن يضاعف عليه الثواب ويزيد في المال الذي أخرجت منه الصدقة، ويبارك فيه، وفي الحديث )) ما نقصت زكاة من مال قط)) {والله لا يحب} بل يبغض أشد البغض {كل كفار أثيم} هذا تغليظ في أمر الربا وإعلام بأنه من فعل الكفار، لا من فعل المسلمين{إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات} يعني: جمعوا بين الإيمان الأعمال التي ترضي الله،{وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} خصهما بالذكر بعد دخولهما في الصالحات، لفضلهما لأنهما العلم الفارق بين الكفر والإيمان [128{، {لهم أجرهم عند ربهم} محفوظ لهم {ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} أي: لا يلحقهم غم في الآخرة. {يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله} بامتثال أوامره وترك نواهيه، {وذروا ما بقي من الربا} نزلت هذه الآية في ثقيف وكان لهم على قوم من قريش مال فطالبوهم عند حلول الأجل {الذين} بالمال والربا وقيل قد كانوا أخذوا ما شرطوا على الناس من الربا وبقيت لهم بقايا فأمروا أن يتركوها ولا يطالبوا بها{إن كنتم مؤمنين} إن صح إيمانكم يعني: إن دليل صحة الإيمان وثباته امتثال ما أمرتم به من ذلك، وإن أبيتم لم تكونوا مؤمنين.

مخ ۲۴۷