جوهر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
ژانرونه
وعن ابن عباس: وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما على أهل الصفة فرأى فقرهم وجهدهم وطيب قلوبهم فقال: ((ابشروا يا أصحاب الصفة فمن نفي من أمتي على النعت الذي أنتم عليه راضيا لما فيه فإنه من رفقائي)) [126{{يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف} أي: مستغنين من أجل تعففهم عن المسألة {تعرفهم بسيماهم} أي: بعلامتهم من صفرة الوجه ورثاثة الحال، {لا يسألون الناس إلحافا} الإلحاف الإلحاح وهو اللزوم وأن لا يفارقوا إلا بشئ يعطاه من قولهم لحفني من فضل لحافة أي: أعطاني من فضل ما عنده وفي الحديث)) إن الله يحب الحليم المتعفف ويبغض البذيء الملحف)) والمعنى أنهم إن يسألوا سألوا بتلطف ولم يلحوا وقيل هو نفي للسؤال والإلحاف جميعا، ويدل عليه قوله تعالى {تعرفهم بسيماهم} إذ لو كانوا يسألون لم يكن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا يعرف فقرهم بالعلامة وفي الحديث)) من سأل وله أوقية فقد سأل إلحافا)) {وما تنفقوا من خير} أي: من مال ومعروف{فإن الله به عليم} فيجازيكم عليه، {الذين ينفقون أموالهم} أي: يتصدقون بها {بالليل والنهار سرا وعلانية} خفيا وجهرا وظاهرا وباطنا والمعنى أنهم يعمون الأوقات والأحوال بالصدقة لحرصهم على الخير والمبادرة إليه وكلما نزلت بهم حاجة محتاج عجلوا قضائها ولم يؤخروه، ولم يبطلوا بقوت ولا حال.
وعن ابن عباس نزلت في علي عليه السلام لم يملك إلا أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا وبدرهم علانية، وقيل: نزلت في علف الخيل وارتباطها في سبيل الله.
وعن أبي هريرة وقيل: نزلت في أبي بكر حين تصدق بأربعين ألف دينارا عشرة بالليل وعشرة بالنهار وعشرة في السر وعشرة في العلانية{فلهم أجرهم} أي: ثوابهم على النفقة {عند ربهم} محفوظة حتى يوصلها إليهم {ولا خوف عليهم} أي: لا غم يلحقهم في الآخرة {ولا هم يحزنون} فيها.
مخ ۲۴۴