جوهر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
ژانرونه
لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم(256)الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون(257) {لا إكراه في الدين} أي: لم يجبر الله أمر الإيمان على الإجبار والقسر ولكن على التمكين والاختيار،{قد تبين الرشد من الغي} قد تميز الإيمان من الكفر بالدلائل الواضحة {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله} يعني: فمن اختار الكفر بالشياطين أو الأصنام، واختار الإيمان بالله{فقد استمسك [117{يبالعروة الوثقى} العروة واحدة العرى من الحبل الوثيق المحكم {لا انفصام لها} أي: لا انقطاع لهذه العروة المأمون انقطاعها، وهذا تمثيل للمعلوم في النظر والاستدلال والاختيار على الكفر، بالحبل المحكم المشاهد المتبين العري، حتى يتصوره السامع كأنه ينظر إليه بعينه فيحكم اعتقاده والمستن به وقيل: هو إخبار في معنى النهي أي: لا يكرهوا في الدين ثم قال بعضهم هو منسوخ بقوله جاهد الكفار وقيل: هو في أهل الكتاب خاصة لأنهم حصنوا أنفسهم بأداء الجزية، وروي أنه كان لأنصاري من بني سالم بن عوف ابنان فتنصرا قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قدم المدينة فلزمهما أبوهما وقال: والله لا أدعكما حتى تسلما، فأتيا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال الأنصاري يا رسول الله أيدخل بعضي في النار وأنا أنظر، فاختصموا فنزلت فخلاهما {والله سميع عليم} سميع لكل مسمع عليهم بكل معلوم فهو يسمع ويعلم إيمان من أمن وكفر من كفر، {الله ولي الذين أمنوا} معناه أن الله معين الذين أرادوا الإيمان فهو يوفقهم ويلطف بهم، فهو {يخرجهم من الظلمات إلى النور} يعني: يخرجهم بلفظه وتأييده من الكفر إلى الإيمان، {والذين كفروا} أي: صمموا على الكفر وعزموا على الاستمرار {أوليائهم الطاغوت} أي: الشياطين {يخرجونهم من النور إلى الظلمات} أي: من نور البينات الظاهرة لهم إلى الظلمات، من الشك والشبهة {أولئك} يعني الكفار المختارين لموالاة الشياطين على موالاة الله، {أصحاب النار} أهلها لأنها دار أوليائهم {وهم فيها خالدون} دائمون لا خروج لهم منها.
مخ ۲۲۶