جوهر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
ژانرونه
وعن السدي كثرة لا يعلم كثهها إلا الله، {والله يقبض ويبسط} يوسع على عباده ويقدر فلا تخلوا عليه بما وسع عليكم لا يبدلكم الضيقة بالسعة {وإليه ترجعون} فيجازيكم على ما قدمتم{ألم ترى إلى الملأ من بني إسرائيل} تعجب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والملأ الأشراف والرؤساء {من بعد موسى} أي: بعد عهده وبعد موته {إذا قالوا لنبي لهم} وهو يوشع أو شمعون أو شمؤيل، من ولد هارون صلى الله عليه وآله وسلم{ابعث لنا ملكا} أي: انهض للقتال معنا أميرا نصدر في تدبير الحروب عن رأيه ونهيه إلى أمره طلبوا من نبيهم نحو ما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من التأمير على الجيوش التي كان يجهزها ومن أمرهم بطاعته وامتثال أوامره، وروي أنه أمر الناس إذا سافروا أن يجعلوا أحدهم أميرا عليهم {نقاتل في سبيل الله} أي: في دينه قرء بالياء والجزم على الجواب وبالرفع على أنه صفة لملكا أي: يقاتل الملك في الجهاد لوجه الله {قال} يعني النبي {هل عسيتم إن كتب عليكم القتال} أي: لعلكم إن فرض عليكم القتال مع ذلك الملك {أن لا تقاتلوا} بأن تجبنوا عنه ولا توفوا بما تقولون {قالوا} أولئك الملأ لذلك النبي {ومالنا أن لا نقاتل في سبيل الله} أي: وأي داع لنا في ترك القتال، وأي غرض لنا فيه {وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا} أي: من أوطاننا وأهلينا، وذلك أن قوم جالوت كانوا يسكنون بحر الروم بين مصر وفلسطين، فأسروا من أبناء ملوكهم أربعمائة وأربعين {فلما كتب القتال} أي: فرض عليهم وأمروا به بعد أن طلبوه {تولوا} أي: أعرضوا عنه وتخلفوا {إلا قليلا منهم} قيل: كان القليل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشرة على عدد أهل بدر، وهم عابروا النهر، {والله عليم بالظالمين} وعيد لهم على ظلمهم في القعود عن القتال وترك الجهاد.
مخ ۲۱۲