139

جوهر شفاف

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

ژانرونه

شعه فقه

قال رضي الله عنه: ولما نزلت مبينة التبس على عدي بن حاتم معناه حتى قال عمدت إلى غفالين أبيض وأسود فجعلتهما تحت وسادتي فكنت أقوم من الليل فأنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته فضحك وقال: ((إن كان وسادك لعريضا)) وروي إنك لعريض القفا إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل وإنما عرض صلى الله عليه وآله وسلمقفا عدي لأنه مما يستدل به على بلاهة الرجل، وقلة فطنته وروي عن سهل بن سعد الساعدي، أنها نزلت ولم يزل من الفجر، فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبينا له، فنزل بعد ذلك قوله {من الفجر} فعلموا أنه إنما يعني بذلك الليل والنهار، {ثم أتموا الصيام إلى الليل} بالإمتناع من هذه الأشياء قالوا وفي هذه دليل على جواز النية بالنهار في صوم رمضان، وعلى جواز تأخير الغسل إلى الفجر وعلى نفي الوصال وهو حجة آبائنا –عليهم السلام-.{ولا تباشروهن} أي: تجامعوهن {وأنتم عاكفون في المساجد} الاعتكاف حبس النفس في المسجد للتعبد فيه مع الصوم على الأصح من المذهب، ولا يخرج المعتكف إلا لحاجة لا بد منها يقضيها قائما من غير قعود ثم يعود، والجماع يفسده وكذلك المس أو قبل فأنزل وكان الرجل يعتكف ويخرج فيباشر امرأته، ثم يرجع إلى المسجد فأنزل الله هذه الآية ونهاهم عن ذلك، وقالوا: فيه دليل على أن الاعتكاف لا يكون إلا في مسجد ولا يختص به مسجد دون مسجد.

وقيل: لا يجوز إلا في مسجد نبي، وهو أحد الثلاثة. وقيل: في مسجد وجامع والمذهب هو الأول، {تلك} الأحكام التي ذكرت {حدود الله} أي: ممنوعاته {فلا تقربوها} أي: لا تأتوها ولا تغشوها وهو نهي عن قرب الحد الحاجز بين الحق والباطل، فضلا أن يتخطاه {كذلك} أي: مثل ذلك البيان {يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون} أي: لكي يتقوا ما حرم الله ومنع منه.

مخ ۱۵۵