جوهر شفاف

ابن هادي d. 810 AH
110

جوهر شفاف

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

ژانرونه

شعه فقه

وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم(143) {وكذلك} أي: وكذا هديناكم صراطا مستقيما {جعلناكم أمة وسطا} أي: عدولا خيارا وصفهم بوسط الشيء وهو خياره لأن الأطراف يتسارع إليها الفساد والأوساط محمية محفوظة {لتكونوا شهداء على الناس} أي: لتشهدوا على الأمم بتبليغ الأنبياء {ويكون الرسول عليكم} أي: على صدقكم {شهيدا} وذلك أن الله على مسائل الأمم يوم القيمة يقول هل بلغتكم الرسل فيقولوا ما بلغنا أحدا عنك شيئا فيسأل الرسل فيقولون بلغناهم رسالتك فعصوا فيقول هل لكم شهيد فيقولون نعم أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيشهدون لهم بالتبليغ وتكذيب قومهم إياهم فتقول الأمم يا رب بما عرفوا ذلك وكانوا بعدنا فيقولون أخبرنا بذلك نبينا في كتابه ثم يزكيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويشهد بعدالتهم {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها} أي: التي أنت عليها اليوم وهي الكعبة قبلة {إلا لنعلم} أي: لنرى {من يتبع الرسول} في تصديق بنسخ القبلة {ممن ينقلب على عقبيه} أي: يرتد فيرجع إلى الكفر يعني وما رددناك إليها إلا امتحان للناس وابتلاء لنعلم الثابت على الإسلام الصادق فيه ممن هو على حرف النكص على عقبيه تعلقه وعدم التوبة فيرتد وذلك أن الله تعالى جعل نسخ القبلة على الصخرة إلى الكعبة ابتلاء لعباده المؤمنين من عصمة صدق الرسول في ذلك ومن لم يعصمه شك في دينه وتردد عليه أمره وظن أن محمد في حيرة من أمره فارتد عن الإسلام وهذا معنى قوله {وإن كانت لكبيرة} أي: وإن كانت التولية إلى الكعبة لثقيلة {إلا على الذين هدى الله} أي: عصمهم بالهداية ولما حولت القبلة قالت اليهود: فكيف بمن مات منكم وهو يصلي إلى القبلة الأولى لقد مات على الضلالة فأنزل الله [61] {وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي: تصديقكم بالقبلة الأولى وثباتكم على الإيمان وأنكم لم تزلوا ولم ترتابوا بل شكر صنيعكم وأعد لكم الثواب العظيم {إن الله بالناس} يعني المؤمنين {لرؤوف رحيم} لا يضيع أجورهم ولا يترك ما يصلحهم والرأفة أشد من الرحمة.

مخ ۱۲۰