78

جوهر مقتصر

الجوهر المقتصر لأبي بكر أحمد بن عبد الله الكندي

ژانرونه

فصل فهذه الدرجات الأربع بصنوفها لا انفكاك لكل متعبد من أحد، لعله درجات موصوفها، قد أجملناها في تصنيف المقال، واكتفينا فيها به عن شرح ونقض الاعتلال إذ المنازع لنا يعترف بها وأن أشكلت عليه دقائق كل درجة وسببها، فلنأخذ الآن في الفصل المقصور على إثبات الدين وما تعبد به رب العالمين القادر على شيء القوى المعين.

الفصل الثاني

الباب السابع والعشرون

باب بيان قواعد الدين ومعانيه

وأما هذا الفصل المقصور على بيان الدين والمتدينين به فإنه يحتوى على ثلاث قواعد:

القاعدة الأولى أربع مسائل:

الأولى: في أن الله تعالى دينا تعبد به المكلفين من عباده على السن أنبيائه [66] عليهم السلام.

الدليل على ذلك قول الله تعالى (إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (1)، وقوله سبحانه: (ألا لله الدين الخالص) (2)، وقوله جل ذكره: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) (3)، وقوله عز وجل: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (4)، وغير ذلك من الآيات الدالة على ما ذكرناه.

المسألة الثانية: أن معنى دين الله الذي تعبد به، طاعته سبحانه فيما أمر به ونهى، والدليل على ذلك قول الله سبحانه: (إن الدين عند الله الإسلام) (5) والإسلام في اللغة الاستسلام والانقياد وهو الحقيقة الطاعة لقول الله تعالى (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له) (6) أي انقادوا له بالطاعة.

وإن كان اسم ((الدين)) في اللغة يشتمل على غير معنى الطاعة نفسها، كالجزاء والحساب والعادة والذات، ففي قولنا الذي تعبد به احتراز من جميع ذلك، والله أعلم.

ولا جاهد المسألة أو شاك فيها إلا داخل أهل الدرجة الأولى التي وصفناها بجحد الدين أصلا من .... والدهرية والزنادقة والثنوية، والله أعلم وبه التوفيق.

مخ ۸۵