جوائز ادب نړیواله: د نوبل جایزه یو بیلګه

عباس محمود العقاد d. 1383 AH
41

جوائز ادب نړیواله: د نوبل جایزه یو بیلګه

جوائز الأدب العالمية: مثل من جائزة نوبل

ژانرونه

وقد تسربت له إلى الغرب شهرة محدودة بنظم الشعر، على طريقة وسط بين طريقة الرمزيين وطريقة المستقبليين، ولكنه كان أقل زملائه شهرة في البلاد الأوروبية إلى العام الذي نال فيه الجائزة، بعد ظهور روايته «الدكتور زيفاجو» باللغة الإيطالية سنة سبع وخمسين، وكان ظهورها بالترجمة الإيطالية، ورفضها في بلاد الشاعر بلغتها الروسية سببا من أسباب الالتفات إليها، والتساؤل عن موقف الشاعر من برنامج الأدب كما قرره اتحاد الأدباء الماركسيين، ولم يكن باسترناك من أعضاء هذا الاتحاد.

وتعتبر قصة «الدكتور زيفاجو» عملا جيدا في باب القصة المطولة، ولكنها لا ترتفع إلى القمة في هذا الباب بمزية من مزايا الروائيين الأفذاذ في العالم الغربي، أو في اللغة الروسية على الانفراد، وهي في جملتها مزايا الوعي الإنساني الواسع، والعبقرية الخلاقة في رسم الشخوص والأبطال، والدراما المطبوعة بسياق الحوادث، واستخراجها من ينابيعها الحيوية في نفوس الناس، وظروف العصر الذي يعيشون فيه ... فلم تبرز في القصة مزية فنية تعلو على مزايا المتوسطين من كتاب الرواية، وهي مطابقة الوصف للواقع المحسوس، وتمثيل الأحياء على امتلائه بدوافع الحياة اليومية، وتسجيل التاريخ بسلسلة من التجارب العملية، لا يحيط بها إدراك واسع، ولا تتعمق إلى القرار البعيد من وراء الحركة السطحية، ولكنها في أسلوب باسترناك حركة سطحية، يزينها بعض الوشي من نسيج الشعر والخيال.

أما الشروط المثالية، أو الشروط الروحية التي تعنى بها لجنة نوبل فلم تكن رواية باسترناك خالية منها؛ لأن الترفع عن ابتذال الحياة بالأغراض المادية صريح على وجه الرواية، ملموح بين سطورها، مفهوم من تفصيلاتها، وفي بعض العبارات التي وردت بين ثنايا الحوار أقوال جريئة في انتقاد آراء الماديين، الذين يؤمنون بعقيدتهم على السماع والتقليد، ويهرفون بما لا يعرفون، وهم يحسبون أنهم ثائرون على المقلدين المحافظين ... ولكن هذه الأقوال لم تتجاوز نقل التجارب على علاتها، ولم يكن فيها ما يحسب من الجرأة، لو كتب بلغة غير الروسية، أو كتب لأناس يرفضون الماركسية، أو يقفون منها موقف الحيدة.

كل هذه المزايا لم تكن كافية لترشيح الكاتب للجائزة بين عشرات النظراء من أبناء الأمم الأوروبية والأمريكية، وقد تكفي لترشيح أحد من الفرنسيين، أو من الألمان، أو الطليان، أو الإنجليز، ولا تتبعها تلك الضجة التي تبعت إعلان الجائزة في سنة ثمان وخمسين؛ لأن لجنة نوبل لم تتجنب أمة من هذه الأمم، ولم تتحرج من توجيه جوائزها إلى أدبائها مرتين، وأكثر من مرتين ... ولكن مثار الدهشة أن تصبح مزايا باسترناك كافية لاختياره بين أدباء لغته بعد نحو ستين سنة، لم يسبقه فيها سابق إلى تلك الجائزة بين أقطاب بلاده العالميين.

واللجنة تقول في أسباب اختصاص باسترناك: إنها منحته جائزتها «لمساهمته الهامة في كل من ميدان الشعر المعاصر، وميدان التراث الروسي العظيم في باب القصة.»

ولكن شعر باسترناك قد كان معروفا قبل سنوات، وتراث القصة في اللغة الروسية بدأ قبل باسترناك بأكثر من مائة سنة، ولم تلتفت إليه اللجنة حين التفتت إلى الكاتب الكاتب الروسي إيفان بونين؛ لأنه كان من كتاب القصة القصيرة التي لا يبتدئ بها الباحث عن تراث القصة باللغة الروسية ... وهذا إذا صرفنا النظر عن انتساب بونين إلى الجنسية الروسية، واعتزاله الإقامة في بلاده قبل نيله الجائزة بسنوات.

فإذا كانت هذه المرشحات المعلنة قاصرة عن تعليل هذا الاختصاص العجيب، غير مغنية عن البحث وراءها لتمييز باسترناك وتمييز روايته في حساب اللجنة، فالعذر واضح لمن يعلل ذلك بالعلة الوحيدة الباقية بين يديه: وهى أن باسترناك كاتب يهودى المولد، وأن مسألة اضطهاد اليهود من المسائل التي تتخلل روايته في غير موضع، ويتفق في ذلك الحين أنها كانت تثير القيل والقال حول بعض القضايا والتهم، وراء حدود البلاد الروسية.

وإذا احتاجت هذه العلة إلى علة أخرى تساندها، ولا تحصرها في ناحيتها اليهودية، فتلك العلة الأخرى هي نقد التجارب المادية، والزراية بمن ينتحلون عقائدها على التقليد والسماع.

ولا بد من الإشارة هنا إلى حقيقة تاريخية تفسر هذا النفوذ اليهودي في دوائر معهودة من أمم الشمال: هي دوائر التجارة العالمية، ودوائر العملة الأجنبية، التي لا يخفى شأنها في كل موطن تتصل مبادلاته بما وراء البحار.

فمنذ القرون الوسطى كانت بلاد الشمال ملاذا مفتوحا لليهود، وللطوائف الخارجة على سلطان الكنيسة الكاثوليكية؛ إذ كانت بلاد الشمال بين البلاد التي انفصلت عن تلك الكنيسة، وفتحت أبوابها لمن يخشون البقاء في جوارها، وبين الأمم التابعة لمذهبها في الدين، ومسلكها في السياسة، ونزل اليهود منزلهم المرعي، حيث تتسع الفرص لصفقات التجارة الدولية، ولمبادلات العملة من وراء البحار.

ناپیژندل شوی مخ