313

جواهر

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

ژانرونه

وقوله سبحانه أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة الآية تقرير يقارنه توبيخ للكفار والوقف على قوله أو لم يتفكروا ثم ابتدأ القول بنفي ما ذكروه فقال ما بصاحبهم من جنة أي بمحمد صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن يكون المعنى أو لم يتفكروا أنه ما بصاحبهم من جنة ويظهر من رصف الآية أنها باعثة لهم على الفكرة في أمره صلى الله عليه وسلم وأنه ليس به جنة كما احالهم بعد هذه الآية على النظر وقال الفخر قوله تعالى أولم يتفكروا أمر بالفكر والتأمل والتدبر وفي اللفظ محذوف والتقدير أو لم يتفكروا فيعلموا ما بصاحبهم من جنة والجنة حالة من الجنون كالجلسة ودخول من في قوله من جنة ينفي أنواع الجنون انتهى

وقوله سبحانه أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض الآية النظر هنا بالقلب عبرة وفكرا وملكوت بناء عظمة ومبالغة

وقوله وما خلق الله من شيء لفظ يعم جميع ما ينظر فيه ويستدل به من الصنعة الدالة على الصانع ومن نفس الإنسان وحواسه ومواضع رزقه والشيء واقع على الموجودات وان عسى عطف على قوله في ملكوت والمعنى توقيفهم على ان لم يقع لهم نظر في شيء من هذا ولا في أنهم قربت اجالهم فما تواففات أوان التدارك ووجب عليهم المحذور ثم وقفهم بأي حديث أوامر يقع إيمانهم وتصديقهم إذا لم يقع بأمر فيه نجاتهم ودخولهم الجنة ونحو هذا المعنى قول الشاعر ... وعن أي نفس بعد نفسي أقاتل ...

والضمير في بعده يراد به القرآن وقيل المراد به النبي صلى الله عليه وسلم وقصه وأمره أجمع وقيل هو عائد على الأجل أي بعد الأجل إذ لا عمل بعد الموت

وقوله سبحانه من يضلل الله فلا هادي له الآية هذا شرط وجواب مضمنه اليأس منهم والمقت لهم لأن المراد أن هذا قد نزل بهم والطغيان الإفراط في الشيء وكأنه مستعمل في غير الصلاح والعمه الحيرة

مخ ۷۰