[شهاديا ] (1) فلا يلومن إلا نفسه القاصرة ، فإنه لا منع في فيض الحق ولا ضيق في جاه المرور بل القصور من قبل الزائر [وتحقيق] (2) هذا الوجدان [وجدان] (3) كان بمعنى أدرك وصادف فهو يتعدى إلى [مفعول واحد وهو الوجد السري] (4) [البسيط المجهول الكم والكيف أعني الحضور الإشراقي عين العالم والمعلوم وإن كان بمعنى علم من أفعال القلوب] (5) فهو يتعدى إلى مفعولين بمعنى التصديق [المركب] (6) المتضمن للحكم الإيقاعي أو الانتزاعي أعني علم العلم المسمى بالحصولي والأول العلم الحضوري الإشراقي وهو علمه سبحانه وتعالى بذاته وجميع صفاته وبالعالم الذي هو فعله وعلم الملأ الأعلى وعلم الإنسان بذاته ولوازمها الأول كذلك. [حضوري بمعنى الانكشاف التام بغير غيبة] (7) والثاني العلم الحصولي للإنسان العاقل تصورا أو تصديقا بما خرج عن ذاته بطريق التمثل الصوري ، أعني ارتسام صور الأشياء في القوة المفكرة فحصل من ذلك أن العارف المتحقق جامع بين الوجدان السري البسيط أن الله تعالى هو الباعث للعبد الثواب عليه الجائي به إلى الزيارة أو القاصد تشوقا ومحبة أينما كان بالتوبة والايمان ولكل مؤمن إن كان متوجها إليه من سائر الآفاق إيمانا أولا واستحضارا نجيا ثانيا لأنه لا يؤمن إلا بإذن الله تعالى خصوصا بالزيارة للزائر وبين التصديق اليقيني الشاهدي أن العبد المؤمن الزائر مظهر اسمه التواب من قوله «ثم تاب عليهم» ليتوبوا. والحبيب المزور صلى الله تعالى وسلم عليه بالمؤمنين رؤوف رحيم بالنص فالمؤمن المتحقق بالوجدانين له علم بسيط متعلق بذاته سبحانه وتعالى وصفاته ويشاركه فيه جميع الأشياء المسبحة بحمده تبارك وتعالى وله فضل علم أعني التصديق اليقيني المتعلق بأحكام الله سبحانه وتعالى وأفعاله المترتب بعضها على بعض ، وهو مناط الثواب ورفع الدرجات [وأما الزائر] (8) الفاقد فإما أن يكون غبيا لا يدري الزائر والمزور ، ولا تحقق رد المزور سلامه عليه فضلا عن تحقق سلام المزور قبل سلام الزائر كما قال تعالى ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة. أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ) [الأنعام : 54] [وهو كما قال] (9):
مخ ۷۷