مر داود عليه السلام بمفازة ، فرأى فيها حجرا على رأس قبر ، مكتوب فيه عشت ألف سنة وفتحت ألف مدينة وهزمت ألف جيش وأفضضت ألف بكر ثم صرت إلى ما ترى من سكان الثرى :
فإن كنت لا تدري متى الموت فاعلمن
بأنك لا تبقى إلى آخر الدهر
وقال آخر :
الموت بحر يهاب المرء (1) مورده
وكل يوم له من كأسه جرع
وقال :
إن الحبيب من الأحباب مختلس
لا يمنع الموت بواب (2) ولا حرس
وقال :
المرء يطلب والمنية تطلبه
ويد الزمان تديره وتقلبه
وقال آخر :
أمل يقربه الرجاء إلى المنى
كم تسخر الآجال بالآمال
أنشد لنفسه ابن المعتز :
خليلي ولى العمر منا ولم نتب
وننوى فعال الصالحين ولكنا
نكتة : مررت في رحلتي ببعض قرى الروم ، فرأيت قبرا عليه بنيان قد أظهرت فيه الحكمة زخارف صنعة البنا وعلى رأسه مكتوب.
مخ ۱۹۷