وذهب إلى ترجيح { ملك يوم الدين } طائفة أخرى منهم أبو حاتم وابن العربي وابن عطية والشكواني والإمام محمد عبده، ولكل حجة.
أما الأولون فيحتجون لرأيهم بأن قراءة " ملك " هي قراءة أهل الحرمين وهم أجدر أن يقرأوا القرآن غضا طريا كما أنزل، وبأنها تعتضد بقوله تعالى في وصف يوم الدين { لمن الملك اليوم } وبقوله تعالى في سورة الناس وهي آخر القرآن ترتيبا
ملك الناس
وبأن نفوذ الملك أعم من نفوذ المالك وبأنه يلزم على قراءة " مالك " نوع تكرار لأن الرب بمعناه أيضا، وبأنه سبحانه وصف ذاته المتعالية بالملك عند المبالغة في قوله
مالك الملك
[آل عمران: 26] والملك مأخوذة من الملك بالضم بخلاف المالك فإنه من الملك بالكسر، واعترض على الأول بأن قراءة أهل الحرمين لا تدل على الرجحان لأنه لو سلم كون أوائلهم أعلم بالقرآن لم يسلم ذلك في عهد القراء المشهورين، ومن المعلوم أن صحيح البخاري مقدم على موطأ مالك مع أن مالكا هو عالم المدينة على أن القراءات المشهورة كلها متواترة وبعد التواتر المفيد للقطع لا يلتفت إلى أصول الرواة، وقول بعضهم: لا يخفي أن أهل الحرمين قديما وحديثا أعلم بالقرآن والأحكام مردود بأنه لو ثبت ذلك لأقتضى ترجيح روايتهم على كل رواية والأخذ برأيهم دون من سواهم، واعترض على الثاني بأن عضد قراءة " ملك " بقوله تعالى:
لمن الملك اليوم
[غافر: 16] يمنعه قوله سبحانه عن ذلك اليوم:
يوم لا تملك نفس لنفس شيئا
[الانفطار: 19] فإنه أراد به يوم القيامة وهو يوم الدين، ونفى المالكية عن غيره يقتضي إثباتها له، لأن السياق لبيان عظمته تعالى، ويعضده قوله من بعد:
ناپیژندل شوی مخ