76

جواهر قران

جواهر القرآن

پوهندوی

الدكتور الشيخ محمد رشيد رضا القباني

خپرندوی

دار إحياء العلوم

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

د خپرونکي ځای

بيروت

الفصل السابع عشر في تخصيص النبي ﷺ آية الكُرسي بأنها سيِّدةُ آي القرآن، والفاتحة بأنها الأفضل لعلَّكَ تقول: لمَ خُصِّصَت آيةُ الكُرسي بأنها السيِّدة، والفاتحة بأنها الأَفضل، أفيه سِرٌّ أم هو بحكم الاتفاق؟ كما يسبق اللسان في الثَّناء على شخصٍ إلى لفظ، وفي الثناءِ على مثله إلى لفظٍ آخر؟ فأقول: هَيْهَاتَ، فإن ذلك يليق بي وبك وبمن ينطِقُ عن الهَوَى، لا بمن ينطِقُ عن وَحْي يُوحَى، فلا تَظُنَّنَّ أن كلمةً واحدة تصدر عنه ﷺ في أحواله المختلفة من الغضب والرضا إلا بالحقِّ والصدق؛ والسرُّ في هذا التخصيص أن الجامعَ بين فنون الفَضْلِ وأنواعها الكثيرة يسمى فاضلًا، فالذي يجمع أنواعًا أكثر يسمى أفضل، فإن الفضل هو الزيادة، فالأفضل هو الأَزْيَد، وأما السُّؤْدَدُ فهو عبارة عن رُسوخِ معنى الشرف الذي يقتضي الاسْتِتْبَاعَ ويأبى التبعيَّة، وإذا راجعتَ المعاني التي ذكرناها في السُّورَتَين علمتَ أن الفاتحة تتضمن التنبيهَ على معانٍ كثيرة، ومعانٍ مختلفة، فكانت أفضل. وآيةُ الكُرسي تشتمل على المعرفة العُظمَى التي هي المَتبوعة والمقصودة، التي يتبعها

1 / 80