425

د ګوهرونو ښکلا په قرآنکريم کې د تفسير په باب

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

ژانرونه

وقوله تعالى: { شنآن قوم }: الشنآن: هو البغض، فأما من قرأ شنآن بفتح النون ، فالأظهر فيه أنه مصدر؛ كأنه قال: لا يكسبنكم بغض قوم من أجل أن صدوكم عدوانا عليهم وظلما لهم، وهذه الآية نزلت عام الفتح سنة ثمان، حين أراد المسلمون أن يستطيلوا على قريش، وألفافها المتظاهرين على صد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه عام الحديبية، وذلك سنة ست من الهجرة، فحصلت بذلك بغضة في قلوب المؤمنين، وحيكة للكفار، فنهي المؤمنون عن مكافأتهم، وإذ لله فيهم إرادة خير، وفي علمه أن منهم من يؤمن كالذي كان.

وقرأ أبو عمرو، وابن كثير: «إن صدوكم»، ومعناه: إن وقع مثل ذلك في المستقبل، وقراءة الجمهور أمكن.

ثم أمر سبحانه الجميع بالتعاون على البر والتقوى، قال قوم: هما لفظان بمعنى، وفي هذا تسامح، والعرف في دلالة هذين؛ أن البر يتناول الواجب والمندوب، والتقوى: رعاية الواجب، فإن جعل أحدهما بدل الآخر، فبتجوز.

قلت: قال أحمد بن نصر الداوودي: قال ابن عباس: البر ما أمرت به، والتقوى ما نهيت عنه. انتهى، وقد ذكرنا في غير هذا الموضع؛ أن لفظ التقوى يطلق على معان، وقد بيناها في آخر «سورة النور»، وفي الحديث الصحيح:

" والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "

، قال ابن الفاكهاني، عند شرحه لهذا الحديث: وقد روينا في بعض الأحاديث:

" من سعى في حاجة أخيه المسلم، قضيت له أو لم تقض غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق "

، انتهى من «شرح الأربعين» حديثا.

ثم نهى تعالى عن التعاون على الإثم والعدوان، ثم أمر بالتقوى، وتوعد توعدا مجملا، قال النووي: وعن وابصة بن معبد:

" أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: جئت تسأل عن البر والإثم؟ قال: نعم، فقال: استفت قلبك؛ البر: ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم: ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك "

ناپیژندل شوی مخ