155

د ګوهرونو ښکلا په قرآنکريم کې د تفسير په باب

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

ژانرونه

وقوله سبحانه: { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } المخاطب بهذه الآية قريش، ومن ولدت، قاله ابن عباس وغيره، وذلك أنهم كانوا لا يخرجون من الحرم، ويقفون بجمع، ويفيضون منه، مع معرفته أن عرفة هي موقف إبراهيم، فقيل لهم: أفيضوا من حيث أفاض الناس، أي: من عرفة، «ثم» ليست في هذه الآية للترتيب، إنما هي لعطف جملة كلام على جملة هي منها منقطعة.

وقال الضحاك: المخاطب بالآية جملة الأمة، والمراد بالناس إبراهيم، ويحتمل أن تكون إفاضة أخرى، وهي التي من المزدلفة، وعلى هذا عول الطبري، فتكون «ثم» على بابها، وقرأ سعيد بن جبير: «الناسي»، وتأوله آدم - عليه السلام -، وأمر عز وجل بالاستغفار؛ لأنها مواطنه، ومظان القبول، ومساقط الرحمة، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب عشية عرفة، فقال:

" «أيها الناس، إن الله عز وجل تطاول عليكم في مقامكم هذا، فقبل من محسنكم ووهب مسيئكم لمحسنكم، إلا التبعات فيما بينكم، أفيضوا على اسم الله»، فلما كان غداة جمع، خطب، فقال: «أيها الناس، إن الله تطاول عليكم، فعوض التبعات من عنده» ".

[2.200-202]

وقوله تعالى: { فإذا قضيتم منسككم }... الآية.

قال مجاهد: المناسك: الذبائح، وهي إراقة الدماء.

* ع *: والمناسك عندي العبادات في معالم الحج، ومواضع النسك فيه.

والمعنى: إذا فرغتم من حجكم الذي هو الوقوف بعرفة، فاذكروا الله بمحامده، وأثنوا عليه بآلائه عندكم، وكانت عادة العرب، إذا قضت حجها، تقف عند الجمرة تتفاخر بالآباء، وتذكر أيام أسلافها؛ من بسالة، وكرم، وغير ذلك، فنزلت الآية، أن يلزموا أنفسهم ذكر الله تعالى أكثر من التزامهم ذكر آبائهم بأيام الجاهلية، هذا قول جمهور المفسرين.

وقال ابن عباس، وعطاء: معنى الآية: واذكروا الله؛ كذكر الأطفال آباءهم، وأمهاتهم، أي: فاستغيثوا به، والجئوا إليه.

قال النووي في «حليته»: والمراد من الذكر حضور القلب، فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر، فيحرص على تحصيله، ويتدبر ما يذكر، ويتعقل معناه، فالتدبر في الذكر مطلوب؛ كما هو مطلوب في القراءة؛ لاشتراكهما في المعنى المقصود، ولهذا كان المذهب الصحيح المختار استحباب مد الذاكر قوله: «لا إله إلا الله»، لما فيه من التدبر، وأقوال السلف، وأئمة الخلف في هذا مشهورة. انتهى.

ناپیژندل شوی مخ