225

جواهر البلاغه

جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع

خپرندوی

المكتبة العصرية

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

إسناد غيظ الحاسدين إلى ضمير اليوم غير حقيقي، غير أن اليوم هو الزمان الذي يحصل فيه الغيظ، ففي الكلام مجاز عقلي، علاقته الزمانية. (جـ) لا عاصم اليوم من أمر الله. المعنى لا معصوم (١) اليوم من امر الله إلا من رحمة الله، فاسم الفاعل أسند إلى المفعول، وهذا مجاز عقلي، علاقته المفعولية. (د) ذهبنا إلى حديقة غناء غناء مشتقة من الغن، والحديقة لا تغن، وإنما الذي يغن (عصافيرها) أو ذبابها - ففي الكلام مجاز عقلي، علاقته المكانية. (هـ) بنى اسماعيل كثيرًا من المدارس إسماعيل: أمير مصر - لم يبن بنفسه - ولكنه أمر، ففي الاسناد مجاز عقلي، علاقته السببية (و) تكاد عطاياه يجن جنونها - إسناد الفعل إلى المصدر مجاز عقلي، علاقته المصدرية. نموذج آخر بين المجاز العقلي واذكر علاقته فيما يلي: (١) أهلكنا الليل والنهار (٢) (٢) منزل عامر بنعم الله (٣) (٣) أنشأ وزير المعارف عدة مدارس (٤) (٤) مشربٌ عذبٌ (٥) (٥) هذا يوم عصيب (٦)

(١) يجوز أن تكون «عاصم» مستعملة في حقيقتها، ويكون المغنى: لا شيء يعصم الناس من قضاء الله إلا من ﵀ منهم، فانه تعالى هو الذي يعصمه. (٢) في قوله أهلكنا الليل والنهار، مجاز عقلي، علاقته السببية، فقد نسب الاهلاك إلى الليل والنهار، مع ان فاعله هو الله تعالى، وهذان سببان فيه. (٣) في قوله منزل عامر بنعم الله، مجاز عقلي، علاقته المفعولية، إذ قد اسند اسم الفاعل إلى المفعول في المعنى. (٤) في قوله أنشأ وزير المعارف عدة مدارس، مجاز عقلي: علاقته السببية، إذ نسب الانشاء إلى الوزير - وهو السبب فقط. (٥) في قوله مشرب عذب، نسب العذوبة إلى المكان، لا إلى الماء مجاز، لعلاقة المكانية (٦) العصبية والشديدة: خطوب اليوم وحوادثه، لا هو: فوصفه بذلك وصف للزمان، فهو مجاز: علاقته الزمانية.

(٦) ربحت تجارتهم (١) بلاغة المجاز المرسل (٢) والمجاز العقلي إذا تأملت أنواع المجاز المرسل والعقلي رأيت أنها في الغالب تؤدى المعنى المقصود بايجاز، فاذا قلت (هزَم القائد الجيش) أو (قرر المجلس كذا) كان ذلك أوجز من أن تقول (هزم جنود القائد الجيش) أو (قرر أهل المجلس كذا) ولا شك أن الايجاز ضربٌ من ضروب البلاغة. وهناك مظهرٌ آخر للبلاغة في هذين المجازين، هو المهارة في تخيّر العلاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المجازي، بحيث يكون المجاز مصور للمعنى المقصودخيرَ تصوير - كما في إطلاق العين على الجاسوس، والأذن على سريع التأثر بالوشاية، والخف والحافر على الجمال والخيل، في المجاز المرسل وكما في إسناد الشيء: إلى سببه، أو مكانه، أو زمانه، في المجاز العقلي فإن البلاغة توجب أن يختار السبب القوى، والمكان والزمان المختصان وإذا دققت النظر رأيت أن أغلب ضروب المجاز المرسل، والمجاز العقلي لا تخلو من مبالغة بديعة، ذات أثر في جعل المجاز رائعًا خلابًا، فإن إطلاق الكل على الجزء مبالغة، ومثله إطلاق الجزء وإرادة الكلّ، كما إذا قلت «فلان فمٌ» تريد أنه شرهٌ، يلتقم كل شيء، ونحو: «فلان أنف» عندما تريد أن تصفه بعظم الأنف، فتبالغ فتجعله كله أنفا؟ ومما يؤثر عن بعض الأدباء: في وصف رجل أنافي (٣) قوله: «لست أدرى: أهو في أنفه، أم أنفه فيه»؟؟

(١) ستج الربح إلى التجارة، والرابح هو صاحبها، لا هي: فهو مجاز: علاقته المفعولية. (٢) المجاز المرسل: يوسع اللغة، ويعين على الافتنان في التعبير، ويساعد الكاتب والخطيب على ايراد المعنى الواحد بصور مختلفة، وقد تدعو إليه: كما في (الطراز) حلية لفظية، من تقفية، أو ضرورة شعرية، أو مشاكلة، أو اختصار، أو خفة في لفظه، وكثيرًا ما يكون الداعي إليه راجعًا إلى المعنى. (٣) الانافي عظيم الانف - عن البلاغة الواضحة.

ناپیژندل شوی مخ