جواهر البلاغه
جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع
خپرندوی
المكتبة العصرية
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
(٨) أو مسندًا - نحو (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) أي: خلقهن الله.
(٩) أو مسندًا إليه - كما في قول حاتم
أماوى ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يومًا وضاق بها الصدر
أي إذا حشرجت النفس يومًا
(١٠) أو مُتعلقا - نحو: (لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون) أي عمّا يفعلون
(١١) أو جملة - نحو (كان الناسُ امةً واحدة فبعث الله النبيين) أي فاختلُفوا: فبعث.
(١٢) أو جُمَلا - كقوله تعالى (فأرسلون يوسف أيها الصديقُ) (١)
أي فأرسلوني إلى يوسف لأستعبره الرؤيا، فأرسلوه فأتاه، وقال له: يوسف والعلم أنّ دواعي الإيجاز كثيرة- منها الاختصار، وتسهيل الحفظ وتقريب الفهم، وضيق المقام، وإخفاء الأمر على غير السَّامع، والضجر والسآمة، وتحصيل المعنى الكثير باللفظ اليسير - الخ.
ويُستحسن «الإيجاز» في الاستعطاف، وشكوى الحال، والاعتذارات والتعزية، والعتاب، والوعد، والوعيد - والتوبيخ، ورسائل طلب الخراج، وجباية الأموال، ورسائل الملوك في أوقات الحرب إلى الولاة والأوامر: والنواهي الملكية، والشكر على النعم.
(١) فأرسلون حكاية عن أحد الفتيين الذي أرسله العزيز إلى يوسف ليستعبره ما رآه، والعلم أنه لا بد من دليل يدل على المحذوف وهو - إما العقل وحده: نحو وجاء ربك - وإما العقل مع غيره: نحو حرمت عليكم الميتة - أي تناولها - وإما العادة: نحو (فذلكن الذي لمتنني فيه) - أي في مراودته، وإما الشروع فيه: نحو بسم الله الرحمن الرحيم - أي أؤلف مثلا، وإما مقارنة الكلام للفعل: كما تقول لمن تزوج «بالرفاه والبنين» أي أعرست متلبسًا بالالفة والبنين. (تنبيه) حذف الجمل أكثر ما يرد في كلام الله ﷿، إذ هو الغاية في الفصاحة، والنهاية في مراتب البلاغة، واعلم أن كلا من الحشو والتطويل يخل ببلاغة الكلام، بل لا يعد الكلام معهما إلا ساقطا عن مراتب البلاغة كلها.
1 / 200