لكلّ امرئ شكلٌ من النّاس مثله ... وكلّ امرئ يهوى إلى من يشاكلهُ
ناشدتك الله أن تقبل مني الإخاء وتضمن لي الوفاء وأنا أرضى بك من الدنيا نصيبًا وأختارك من العالمين حبيبًا.
الفصل الثالث في رسائل الهدايا
"كتب سعيد بن حميد المتوفي سنة ١٠٥هـ؟ يوم النيروز إلى بعض أهل السلطان"
أيها السيد الشريف عشت أطل الأعمار بزياد من العمر موصولة بفرائضها من الشكر لا سينقضي حق نعمة حتى يجدد لك الأخرى ولا يمر بك يوم إلا كان مقصرًا عما بعده موفيًا عما قبله: إني تصفحت أحوال الأتباع الذين يجب عليهم الهدايا إلى السادة والتمست التأسي بهم في الإهداء وإن قصرت بي الحال عن الواجب فوجدت أني: إن أهديت نفسي فهي ملك لك لاحظ فيها لغيرك. ورميت بطرفي إلى كرائم مالي فوجدتها منك فإن كنت أهديت منها شيئًا فإني لمهد مالك إليك. ونزعت إلى مودتي فوجدتها خالصة لك قديمة غير مستحدثة فرأيت إن جعلتها هديتي أني لم أجدد لهذا اليوم الجديد برًا ولا لطفًا ولم أميز منزلة من شكري بمنزلة من نعمتك إلا كان الشكر مقصرًا عن الحق والنعمة زائدة على ما تبلغه الطاقة فجعلت الاعتراف بالتقصير عن حقك هدية إليك والإقرار بالتقصير عما يجب لك برًا أتوسل به إليك وقلت في ذلك.
إن أهد مالًا فهو واهبهُ ... وهو الحقيقُ عليه بالشكرِ
أو أهد شكري فهو مرتهنٌ ... بجميل فعلكَ آخرَ الدّهرِ
1 / 68