228

جواهر الادب

جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب

پوهندوی

لجنة من الجامعيين

خپرندوی

مؤسسة المعارف

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

أكثرت نزرًا وارتكبت بما فهمت به وزرًا أما أنه لا يعجب بنفسه عاقل ولا يأمن مكر ربه إلا غافل ومن ادعى ما ليس له بقوله أو فعله فهلاكه أقرب إليه من شراك نعله وقد قيل من سعادة جدك وقوفك عند حدك ومن فعل ما شاء لقي ما ساء وما كفاك أن خطرت في ميادين التيه والإعجاب حتى عرضت لشتمي إن هذا لشيء عجاب وهل اختصك الله بالذكر أو أقسم بك دوني في الذكر أو آثرك بالتقديم في جميع كلامه القديم حتى ترديت بالكبرياء وتعديت طور الحياء. إذا لم تخش عاقبة الليالي ... ولم تستحِ فاصنع ما تشاءُ فلا وأبيك ما في العيش خيرٌ ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ وكيف تزدرين أهلي بالذنوب والمعاصي وأنت تعلمين أن الله هو الآخذ بالنواصي فقابلتها (السماء) بوجهٍ قد قطبته ومجنّ قد قلبته وقالت لها في الحال أيتها القانعة بالمحال ما كنت أحسب أنك تجترئين على مبارزة مثلي وتنكرين علي ما ترنمت به من شواهد مجدي وفضلي وهل خلت أن التحدث بالنعم مما يلام عليه مع أنه أمر مندوب إليه ومن أمثال ذوي الفطنة والعقل ليس من العدل سرعة العذل ولم جحدت ظهور شمس كمالي وهل لك من الفضائل والفواضل كما لي ولكن لك عندي عذرًا جليًا وإن كنت (لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) [مريم: ٢٧] . قد تنكرُ العينُ ضوء الشمس من رمدٍ ... وينكرُ الفمُ طعمَ الماء من سقم ولو رأيت ما فيك من المساوي عيانًا لما ثنيت إلى حلبة المفاخرة عنانًا فأنّى تفوزين بأشرف الأقدار وأنت موضع الفضلات والأقذار وما هذا التطاول والإقدام ووجهك موطئ النعال والأقدام إن هذا إلا فعل مكابر دعوى عريضة وعجزٌ ظاهر وهل يحق للكثيف أن يتغالى على اللطيف أم ينبغي للوضيع أن يتعالى على الرفيع فقالت لها (الأرض) أيتها المعتزة

1 / 275