256

جواب مختار

مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)

ژانرونه

شعه فقه

والجواب والله الموفق: أنه لابد مع ذلك أن يكون مشهورا بالعلم، والاجتهاد، والورع، ورصانة العقل، وثبات الرأي والتدبير، ومنابذة أعداء الله الظالمين، وعدم المخالطة للظالمين حال دعوته وقبلها إلا أن يتفق منه ذلك، ثم يختبر بالتوبة من ذلك، والتوجع منه مع إظهار المعاداة لهم، والمنابذة مدة يعرف بها صدق توبته، وأن يكون مقداما على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم، معروفا بالسخاء والرأفة والرحمة لأهل الحاجة واليتم والمسكنة، متواضعا لله لايتكبر على المؤمنين ولا يحتقر أحدا منهم، بل يعظمهم ويكرمهم، فإذا كان مشهورا بذلك كامل الشروط لا يعرف أكمل منه وجبت طاعته ونصرته، وحرم خذلانه والقعود عنه، وعلى ذلك إجماع الصالحين من هذه الأمة، ووجوب طاعة الأئمة في الجملة معلوم من الدين ضرورة، وإن لم يكن مشهورا كذلك فلابد من اختباره لما لايؤمن من أن يكون طالبا مجرد الدنيا والرئاسة، وذلك من الكبائر، لقوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون}[هود:15،16]، ونحو ذلك فيكون المجيب له على ذلك معينا له على الإثم والعدوان، وقد قال تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}[المائدة:2]، فإن عرف بالاختبار وكان فيه ما ذكرنا وكان في ذلك أكمل من غيره في عصره أو مساويا وجبت طاعته لما تقدم.

مخ ۲۸۴