قلت وبالله التوفيق: لا ضيق في الحق ولا قلة، فرب كلمة من كلام البشر تنبي على ألف كلمة، فكيف بكلام الله سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم! يا سبحان الله! أفلأجل قلة ما يوثق به قطعا يحل الأخذ بما لا يوثق به من الأحاديث المقدوح فيها بما تقدم ذكره إلا ظنا في الدماء والفروج! وأموال المسلمين، ومواريث الأرامل والأيتام! وقد قال تعالى: {إن الظن لا يغني من الحق شيئا} [يونس:36] وقال تعالى:{ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}[البقرة:168،169] وقال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}[الإسراء:36].
وروى أبو طالب عليه السلام في أماليه بإسناده من طريق الناصر عليه السلام إلى أبي قتادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول على المنبر: ((أيها الناس إياكم وكثرة الحديث، من قال علي، فلا يقولن إلا حقا وصدقا، ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)).
وروى غيره عن عمر، أنه نهى أبا هريرة عن كثرة الحديث والرواية.
وروي عن علي عليه السلام ما يقرب من ذلك: (ألا إنه من ضاق عليه الحق، فلا فسحة له في الباطل ولا كرامة).
مخ ۴۴