وإنما أراد بقوله ذلك: البيت الذي يؤكل المسلمون فيه، معنى يؤكل فيه: يوقع فيهم، ويطعن عليهم، ويؤذون فيه. ألا تسمع كيف يقول الله سبحانه: {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه}[الحجرات: 12]؟ وقد روى عنه صلى الله عليه أنه لما رجم ماعز بن مالك الأسلمي حين أقر بالزنا؛ فسمع عند منصرفه الزبير(1) يقول لطلحة(2): انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم يستر على نفسه حتى رجم مرجم الكلب. فسكت عنهما رسول الله صلى الله عليه وآله حتى مر بجيفة حمار شاغر برجليه؛ فقال لهما: (( انزلا فأصيبا من هذا الحمار ))، فقالا: نعيذك يا رسول الله، أنأكل الميتة؟ فقال لهما: لما أصبتما من أخيكما آنفا أكبر مما تصيبان من هذا الحمار، إنه الآن ليتقمص(3) في أنهار الجنة.
وغير ما ذكرناه عنه في هذا المعنى فكثير غير قليل، ومعروف غير مجهول، ولله الحمد، نجتز(4) بقليله عن التطويل بذكر كثيره والسلام.
[معنى قوله تعالى: {وآخرون اعترفوا..} الآية]
مخ ۷۸۳