أذعنت لوجهة نظره. وقالت مشيرة إلى الطعام على المنضدة: «تناول بعض الطعام قبل أن تذهب إلى الفراش. أعددت لك بعض الطماطم الإنجليزية، وأفضل لحم بقري مملح لدى تومكينز.» قالت ليلة سعيدة وذهبت، لكنها سمعت طرقا على الباب قبل أن تصل إلى مطبخها. سمعها جرانت وهي تذهب إلى الباب، وحتى حين كان دماغه يتكهن بشأن زائره، كان الجزء المشاهد بداخله يتساءل عما إذا كانت الشجاعة أم الفضول هو الذي أرسل السيدة فيلد عن طيب خاطر لإجابة الطارق. بعد لحظات، فتحت باب غرفة الجلوس وقالت: «رجل نبيل شاب يود رؤيتك، سيدي»، ودخل على جرانت المتلهف شاب يبلغ من العمر 19 أو 20 عاما، طويل القامة إلى حد ما، داكن البشرة، عريض المنكبين، لكنه نحيل، ويقف على قدميه مثل الملاكم. ألقى نظرة خفية، وهو يتقدم إلى الأمام، من عينيه الداكنتين اللامعتين إلى الزاوية خلف الباب، وتوقف على بعد عدة ياردات من المفتش في منتصف الغرفة، مقلبا قبعة ناعمة في يديه النحيفتين اللتين يغطيهما القفازان.
سأل: «هل أنت المفتش جرانت؟».
أشار إليه جرانت للجلوس على كرسي، وبطريقة غير إنجليزية تماما جلس الشاب عليه بجنب، وبدأ يتحدث وهو لا يزال ممسكا بقبعته. «رأيتك الليلة في مطعم لورنس. أنا أعمل في حجرة المؤن هناك. أنظف أدوات المائدة الفضية وأشياء من هذا القبيل. أخبروني من أنت، وبعد القليل من التفكير، قررت أن أخبرك بكل شيء.»
قال جرانت «فكرة جيدة جدا. أكمل. هل أنت إيطالي؟» «لا، أنا فرنسي. اسمي راءول ليجارد.» «حسنا، أكمل.» «كنت في الصف ليلة مقتل الرجل. كانت ليلة إجازتي. كنت أقف بجانب الرجل وقتا طويلا. داس على قدمي دون قصد، وبعد ذلك تحدثنا قليلا - عن المسرحية. كنت أقف ناحية الخارج وكان هو بجوار الحائط. ثم جاء رجل ليتحدث معه ووقف أمامي. أراد الرجل الجديد شيئا من الرجل الآخر. بقي حتى فتح الباب وتحرك الناس. كان غاضبا من شيء ما. لم يكونا يتشاجران - ليس كما نتشاجر - لكنني أعتقد أنهما كانا غاضبين. عندما وقعت جريمة القتل هربت. لم أرغب في التورط مع الشرطة. لكنني رأيتك الليلة، وكنت تبدو لطيفا؛ ولذا قررت أن أخبرك بكل شيء.» «لماذا لم تأت إلى سكوتلانديارد وتخبرني؟» «أنا لا أثق في الشرطة. إنهم يهولون الأمور. وليس لدي أصدقاء في لندن.» «عندما جاء الرجل ليتحدث إلى الرجل المقتول، ودفعك إلى الوراء، من كان واقفا بينك وبين حائط المسرح؟» «امرأة ترتدي فستانا أسود.»
السيدة راتكليف. حتى الآن كان الصبي يقول الحقيقة. «هل يمكنك وصف الرجل الذي جاء وذهب مرة أخرى؟» «لم يكن طويل القامة. كان أقصر مني. كان يرتدي قبعة مثل قبعتي، فقط لونها بني غامق، ومعطفا مثل معطفي» أشار إلى معطفه الضيق، خاصة من عند الخصر ذي اللون الأزرق الداكن «لكنه بني أيضا. وكانت بشرته داكنة جدا، دون شارب، وهذه بارزة.» لمس عظام خديه وذقنه الجميل. «هل ستعرفه إذا رأيته مرة أخرى؟» «نعم بالتأكيد.» «هل يمكنك أن تقسم على ما تقول؟» «ماذا؟» «أن تقسم على شهادتك.» «نعم بالتأكيد.» «ما الذي تشاجر بشأنه الرجلان؟» «لا أعرف. لم أسمع. لم أكن أصغي بشكل متعمد، وعلى الرغم من أنني أتحدث الإنجليزية، فإنني لا أفهم عندما يتحدث الناس بسرعة كبيرة. أعتقد أن الرجل الذي جاء أراد شيئا لن يعطيه له القتيل.» «عندما ابتعد الرجل عن الصف، كيف لم يره أحد يذهب؟» «لأنه في ذلك الوقت، كان الشرطي يسير ويقول للناس «أفسحوا الطريق».»
كان حديثه عفويا جدا. أخرج المفتش دفتر ملاحظاته وقلمه الرصاص، ووضع القلم الرصاص على الصفحة المفتوحة، وقدمها إلى الزائر. «هل يمكنك أن تريني كيف وقفت في الصف؟ ضع علامات للأشخاص، واذكر أسماءهم.»
مد الصبي يده اليسرى للدفتر، وأخذ قلم الرصاص بيمينه، ورسم رسما تخطيطيا ذكيا للغاية، غير مدرك أنه في تلك اللحظة أحبط محاولة الشرطة التي لا يثق بها لتهويل الأمور.
راقب جرانت وجهه الجاد المستغرق في التفكير وفكر بسرعة. كان يقول الصدق، إذن. لقد كان هناك حتى سقط الرجل، وتحرك مع الآخرين بعيدا عن مسرح الجريمة المرعبة، واستمر في تحركه حتى تمكن من الابتعاد عن خطر الوقوع تحت رحمة الشرطة الأجنبية. وقد رأى القاتل بالفعل وبإمكانه التعرف عليه مرة أخرى. بدأت الأمور تتحرك.
استعاد الدفتر والقلم الرصاص اللذين قدمهما له الصبي، وبينما كان يرفع عينيه بعدما فرغ من تأمل الرسم التخطيطي، لاحظ العينين الداكنتين تنظران بشوق إلى الطعام الموجود على الخزانة. خطر له أن ليجارد ربما جاء مباشرة من عمله لرؤيته.
قال: «حسنا، أنا ممتن جدا لك. تناول بعض العشاء معي الآن، قبل أن تذهب.»
ناپیژندل شوی مخ