فتردد عمرو قليلا ثم سأله: من الرجل؟ - حسام فيظي، موظف، لا أدري في أي وزارة رغم أنه زبون قديم مثل حضرتك! - ومن الفتاة؟ - أخته، اسمها دولت. - لعلك تعرف عنوانه؟
فضحك وقال: 14 شارع المتولي بمنشية البكري.
فحق له أن يأسف لشراء آلة كاتبة، ولكنه اشتراها على أي حال، وكتب عليها رسالته المثيرة، ثم عنونها، ثم أودعها صندوق البريد.
عند ذلك شعر بشيء من الراحة لأول مرة. •••
وكان عاكفا على عمله بالإدارة عندما طرق أذنيه صوت وهو يسأل قائلا: أين الست لطيفة؟
رفع رأسه بقوة وفزع فرأى أمامه الشاب المجهول، الذي اقتحم الإدارة غداة ليلة الجريمة، وأحدث ظهوره المفاجئ دهشة عامة أما سؤاله فأذهلهم، وتكهرب عمرو من الرأس إلى القدم، ها هو الشيطان الخفي، حتى الحذاء لم يغيره، أين كان، ولماذا جاء، وماذا يعني بسؤاله؟ وفي لحظات أغلق عم سليمان باب الحجرة ووقف وراءه متحفزا أما الرئيس فسأل القادم: من أنت؟
فتجاهل سؤاله وعاد يسأل: أين الست لطيفة؟ - ولم تسأل عنها؟ - ذاك أمر يعنيها وحدها. - ولكن من أنت؟
فأجاب بحياء: لا أهمية لذلك. - ألم تسمع بما وقع للست لطيفة؟ - خير إن شاء الله! - لم لم تزرها في بيتها؟ - لا علم لي بمكانه! - ألم تعرف بأنها قتلت منذ عشرة أيام؟
فارتسم الذهول في وجهه وتمتم: قتلت؟! - ألم تقرأ الصحف؟ - أنا لا أقرأ الصحف! - على أي حال فالمحقق يرغب في مقابلتك. - أنا؟ لماذا؟ - طبيعي أن يرغب في استجواب جميع من كانت لهم علاقة بالفقيدة.
صمت الرجل مليا حتى أفاق بعض الشيء من وقع الخبر ثم قال بهدوء: إني على تمام الاستعداد للقائه. •••
ناپیژندل شوی مخ