قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ألم يبلغني أنك لا تأوي إلى غرفتك إذا تقدم الليل حتى تسمع ألحانا من الموسيقى، ففيم هذه العادة؟
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: أغسل بها نفسي من أوضار الحياة الاجتماعية.
سعادة
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: أليس جميلا قول «مارسيال» لأحد أصدقائه: إنه شقي بسعادته.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: بلى، كما أن بعض الناس يسعدون بشقائهم.
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: الحق أني لم أفهم عنك، كما أني لم أفهم عن «مارسيال»، وإنما تعجبني صيغتك كما تعجبني صيغته؛ لما أرى فيهما من المطابقة.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: الأمر أدنى إلى الجد من المطابقة؛ فالسعيد يشقى بسعادته لأنه يحتاج منها إلى أكثر مما ينال، والشقي يسعد بشقائه؛ لأنه يجد هذه اللذة البغيضة التي يشتقها من الغيظ لنعمة الناعم، وترف المترف، والتي يمكن أن تسمى حسدا. ولكلا هذين الأمرين اسم بغيض في الأخلاق؛ فشقاء السعيد بسعادته بطر، وسعادة الشقي بشقائه حسد.
عجز
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ما تأويل هذا البيت من شعر الحماسة:
فازجر حمارك لا يرتع بروضتنا
ناپیژندل شوی مخ