جنقو میخونه د زمکې
الجنقو مسامير الأرض
ژانرونه
شوفو دنيتنا الجميلة.
بأزهارها بأشجارها ونخيلها.
غنتها له، عندما دق جرس النوم، أي دوي الطرق على القضيب المعلق وسط السجن، معلنا أن الساعة الآن التاسعة مساء، تلمس ود أمونة الطريق نحو عنبر النساء، وهو في الطريق، لأول مرة يفكر في شيئين: أبوه، والمدرسة.
وهما شيئان ما طرقا باب مخيلته من قبل، هو لم ير أباه في يوم ما، ولا حتى صورته، بل لم تحدثه عنه أمه إطلاقا، وما قاله للعازة ليس سوى بعض مما سمع من حديث لأمه مع جارة لها، قبل أعوام كثيرة ولم ينسه، أعمل فيه بعض الخيال، وقاله لها.
أما المدرسة فلم يفكر فيها، كأنما هي شيء لا يعنيه على الإطلاق، وهي حلم كبير لا تسعه مخيلته، فقد دخل السجن في هذه المرة الأخيرة مع أمه منذ سنتين، أي أنه كان في السابعة من عمره، وهو العام ذاته الذي التحق فيه أنداده من أطفال الجيران بالمدرسة، هو لم يرهم يذهبون إليها ولا يعرف عنهم شيئا منذ عامين، لا يزال يتخيلهم يلعبون في الخور، وعند الماسورة المتعطلة، أو يصطادون الطيور، الفراشات، الجراد والفئران، أو يلعبون دكاترة وممرضات مع البنات اللائي في أعمارهم، يجرون بترتاراتهم، يركبون الحمير السائبة، وفي موسم الصمغ يذهبون إلى زريبة المحاصيل؛ لخطف الصمغ من الحجات، وعند العصر يلعبون حرب حرب، ضد أولاد الحي المجاور، أما أن يذهبوا إلى المدرسة، فهذه فكرة لا يعرف إليها سبيلا.
وجد أمه ما تزال نائمة ويعرف أنها لن تستيقظ إلا عند صلاة الصبح؛ حيث يصلي جميع المسجونين في العنابر صلاة جماعية إجبارية في الميدان وسط السجن، الرجال في الأمام، والنساء خلفهم، ود أمونة وحده خلف النساء، قرر بينه وبين نفسه أنه بعد صلاة الصبح سيسأل أمه عن أبيه، ويطلب منها أن ترسله إلى المدرسة، وعندما نام حلم بأنه ذهب إلى المدرسة، كان يحمل حقيبة كبيرة فارغة، قابله مدير المدرسة، وهو طباخ السجن ذاته، ملأ له الحقيبة بالكتب والكراسات، وقدم له حلة كبيرة مملوءة بالعدس، والطحنية، وقال له: خذها إلى العازة، وقول ليها دي جنازة أبوك.
فجر الجثة خلفه عبر ممرات الزنازين، إلى أن أوصل الفرس إلى عزة، ركبا الفرس وهربا بعيدا، كان الأشرار يطاردونهما عبر النجوم، والغابات، ولكنهما مضيا على متن سحابة كبيرة ممطرة إلى الأعلى، الأعلى، الأعلى، الأعلى.
حدثهم جاك طويلة عن عذابات يوم القيامة، كأنما كان يخاطبهم فردا فردا، عذاب السارق، عذاب القاتل، عذاب اللوطي، عذاب الشرموطة، عذاب صانع الخمرة، شاربها، مناولها، بائعها، ناقلها والمنقولة إليه، عذاب من لم يطع الحاكم السياسي، عذاب من يهرب من العدالة، من يحرض على الهرب، الكاذب، الغاضب، الذي يموت وفي عنقه دين، المتمرد، الزاني، المزور، الذي لا يصلي، من أفطر في نهار رمضان، ثم تحدث عن عذاب الكافر، وذكر تحت هذا المسمى: الشيوعي، والشيعي، والمسيحي، واليهودي، والوثني، والأمريكي، وناكح الفرجين، وناكح الرجل، والرجل المنكوح، الساحر، تارك الصلاة، والخامسية، والخنزير، شجرة الزقوم، وآكل الخنزير، وآكل الزقوم، وقاتل النفس البشرية ولكن بغير حق، وآكل مال اليتامى.
ولكي لا يغلق الباب الذي فتحه الله للإنسان، أكد أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له:
سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين .
ناپیژندل شوی مخ