مسرورة ، فلما أقامت على تلك الحركة الفاضلة ، والنعمة الكاملة ، والبركة الشاملة ، ما لا يصل إلى تصوره الوهم الجزئي ، والتخيل الحسي ، امتلأت من تلك الفضائل ، والخيرات ، أو أرادت التشبه بعلتها ، وأن تكون مفيدة ، وذاتأ تامة ، وجودا ، فلما رأى الباري سبحانه ذلك منها مكنها من الجسم ، وهيأه لها ، وخلق من ذلك الجسم عالم الآنلاك ، وأطباق السموات من لدن فلك المحيط إلى منتهی مركز الأرض ، وركب الأفلاك بعضها في جوف بعض ، فتحركت النفس فيها حركة اختيارية ، فوجدت في الأشياء المخلوقة منها قوة القبول لآثارها ، وصورت فيها صورة ما في ذاتها ، وجعلتها ، ونقشتها ، وصنفتها ، وأكسبتها الحركة ، وكانت الأشياء كثيفة بالجسم لطيفة ، وبالنفس متحركة بالقوة الباعثة لها من العدم إلى الوجود بالعناية الربانية ، والاضافة ، والارادة النفسانية ، فلما سرت القوي الفاضلة والحركات الكاملة ، في عالم الافلاك جعلتها انوارة شفافة ذات اجرام لطيفة خفيفة ، ونقشت منها مثال الصور المحردة المقراة من الاجرام التي فيها ، فصارت الملائكة الذين هم اهل الافلاك
مخ ۱۵۷