الفصل الأول
وضع الجنين لا يكون إلا بعد تمام آلته ، وحصوله على صورته وان الولادة هي سعادة له وبركة عليه إذا وصل بها إلى هذه الدار الواسعة ، وشاهد هذه المحسوسات المرئيات . وان بين هذه الدار وبين الرحم الذي كان فيه وتأسف عليه عند مفارقته إياه درجة عظيمة ومنزلة رفيعة . فلما بان له ذلك تمى لو لم يكن في الرحم تلك المدة المقدرة لكونه لم يمكث هناك الا لتكمل له صورة ينتفع بها في دار الدنيا بعد الولادة -كذلك النفس ما دامت في دار الدنيا فان المراد منها أن تكتسيه بأفعالها الحسنة وأعمالها الصالة صورة تنتفع بها إذا فارقت هذا العالم الفاني والمحل الجسماني . فان فانها ذلك انعكست في المنقلب وعادت إلى سوء الطلب وقالت :
مخ ۶۵