وفيها قام ودعا الإمام المعتضد يحيى بن المحسن ابن محفوظ وكان كاملا وقال ص مع الداعي علم أربعة أئمة واستولى على صعدة وجهاتها ونجران، ولما تقوت العجم صالح الأمير الناصر العجم ونزل من كنن ورجع إلى بكر ثم إلى صعدة ويلوم على مبايعته الداعي.
ثم وقع حرب بين الناصر والدعي، وكان الغلبة للناصر فأخذ عسكره ما في محطة الداعي وربما أن الناصر وصل جهات صعدة وتقضى العلماء الفقيه محمد بن علي الأكوع والشيخ محمد الرصاص وغيرهم وطلبوا الداعي في المناظرة قالوا فما استعد.
وفيها اجتمعت الفرنج وسارت نحو مدينة دمياط وتلقاهم الملك العادل، وذلك في صغر سنه وكان قد بنى المسلمون برجا كبيرا وجعلوا فيه سلاسل غلاظ إلى سور دمياط، فيقابلوا على البرج وهو مشحون بالرجال فلم يقدروا عليه أربعة أشهر والقتال مستمر حتى ملكوه وقطع السلاسل فنصب الكامل جسرا منعهم فقاتلوا عليه حتى قطعوه، ولما قطع أخذ الكامل مراكب وفرقها فمنعت فحفروا مواقعا وغيرت مراكبهم إلى النيل وقابلوا الملك العادل فقاتلوه فلم يضفروا به.
سنة 615: فيه توفى السلطان العادل سيف الدين محمد بن أيوب في
جمادى الآخرة فلما توفى ضعفت نفوس المسلمين وهم في مقابلة العدو وهزمت عساكر المسلمين، وتركوا أكثر أثقالهم فأخذها الفرنج ثم عادوا إلى محاصرة دمياط وليس فيها إلا أهلها فقاتلوهم قتالا شديدا ثم سلموها كما يأتي ،وفيها كثر الفار من ناحية بغداد وكان لا يمكن الإلتقاء إلا بعصا لطرد الفار.
وفيها ابتداء ظهور التتار وهم نوع من الترك مساكنهم الصين يعبدون الشمس ولا يحرمون شيئا ولا يحصون كثرة أخذوا كيسان، وكاشغ ما وراء النهر وسمرقند وبخارى والري وهمذان والجيل والعراق وخربوا جمعها لأقل من سنة وهذا لم يسمع بمثله.
مخ ۱۶۰