### || سنة 605: فيها مات الشيخ أبو المعمر أبو حنبل بن
عبد الله الرصافي راوي المسند لثلاث وتسعون سنة، وفيها غزا الجند المنصوري بلاد المهجم فغنموا أموالهم وقتلوا رجالهم في ذي الحجة وفي صفته قال -عليه السلام- قصيدة طويلة قيمة، وفيها كتب سلطان الحضا إلى سلطان خوارزم شاه يستعين به على التتار وأعلمه أنهم إن يأخذونا فلا دافع لهم عن بلادك، وكتب له إليه ملك التتار فأجابا كلا منهما وسار فوقف حتى تصافوا فانهزمت الحضا فتبعهم مع التتار يقتل ويأسر فأفنوا الحضا وكانت مفسدة على الإسلام عظيمة، فكتب التتار إليه فأسموهم بلاد الحضا فأجابه خوارزم ليس لك عندي إلا السيف فإن قنعت وإلا صرت إليك وصار حتى نزل قريبا منه وعلم خوارزم أنه لا طاقة له بهم، وكان يراوغهم فإذا صار وأنهض أموالهم وإذا صارت طائفة أوقع بهم فكتب إليه ملك القيرة إن هذا فعل لصوص فإن كنت سلطانا فنلتقي فإما أن تهزمني فتملك بلادي أو العكس فغالطه لكنه أمر أهل الساس وفرغانة ونحوها التي هي إبرة البلاد في اللحاق ببلاد الإسلام ثم خربها جميعا.
سنة 605: فيها لم يزل الإمام -عليه السلام- منفذا للبعوث والسرايا إلى المشرق والمغرب واليمن والشام، وقيل ما كان يقف عسكره من الغزو، وفيها سارت الكرخ الكفرة إلى مدينة إرخيس فحصروها وملكوها عنوة، ونهبوا ما بها وأحرقوها وسبوا ولم يقم لهم قائم.
مخ ۱۵۲