ثم كتاب الفتن إلى آخر فتنة أخبر عنها لقيام الساعة.
ثم كتاب البعث والنشور، وصفة القيامة وأهوالها، معقبا بصفة الجنة والنار، وذكر الشفاعة، وآخر من يخرجهم الله تعالى برحمته وفضله من النار فيدخلهم الجنة، وذبح الموت، وما يبشر به الخلائق من الخلود في الدارين.
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، وأن ينفعنا به والمسلمين كافة، آمين.
وقد أرجو أن يكون الثواب لي في ذلك إن شاء الله ولمن استحثني أكثر وأعظم؛ إذ كان يحدو بي إليه، ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله، وإن كنت لا أرضى لنفسي إلا أن أكون مغموسا في النظر في الأثر، إلى أن يلحقني ما أتاح الله لعبيده من القدر، فأصافح في القيامة إن شاء الله تعالى سيد البشر صلى الله عليه وسلم، وإنما أحب الحياة لأن أعفر وجهي في التراب لخالقي، وحق له أن تعنو له الوجوه، ثم لإحياء السنة؛ فإنها قد غربت، وأغرب منها من يعرفها أو يعمل بها، قال صلى الله عليه وسلم: ((المتمسك بسنتي عند فساد أمتي، كالقابض على الجمر)).
فما ظنك بمن التقوى في صدره بين جنبيه، والجمر في يديه، والناس كلهم عليه؟ كيف ثباته وصبره إلا إن أحسن الله تعالى إليه، فثبته بثباته، وأعانه بعونه إلى وقت وفاته؟
مخ ۱۱