306

جامع الرسائل

جامع الرسائل

ایډیټر

د. محمد رشاد سالم

خپرندوی

دار العطاء

شمېره چاپونه

الأولى ١٤٢٢هـ

د چاپ کال

٢٠٠١م

د خپرونکي ځای

الرياض

وَقَالَ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل: عُلَمَاء الْكَلَام زنادقة وَمَا ارتدى أحد بالْكلَام فأفلح.
وَقد صدق الْأَئِمَّة فِي ذَلِك فَإِنَّهُم يبنون أَمرهم على " كَلَام مُجمل " يروج على من لم يعرف حَقِيقَته فَإِذا اعْتقد أَنه حق تبين أَنه مُنَاقض للْكتاب وَالسّنة فَيبقى فِي قلبه مرض ونفاق وريب وَشك؛ بل طعن فِيمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُول.
وَهَذِه هِيَ الزندقة. وَهُوَ " كَلَام بَاطِل من جِهَة الْعقل " كَمَا قَالَ بعض السّلف: الْعلم بالْكلَام هُوَ الْجَهْل فهم يظنون أَن مَعَهم عقليات وَإِنَّمَا مَعَهم جهليات: ﴿كسراب بقيعة يحسبه الظمآن مَاء حَتَّى إِذا جَاءَهُ لم يجده شَيْئا وَوجد الله عِنْده فوفاه حسابه وَالله سريع الْحساب﴾ . هَذَا هُوَ الْجَهْل الْمركب؛ لأَنهم كَانُوا فِي شكّ وحيرة فهم فِي ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض إِذا أخرج يَده لم يكد يَرَاهَا وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور.
أَيْن هَؤُلَاءِ من نور الْقُرْآن وَالْإِيمَان؟ قَالَ الله تَعَالَى: ﴿الله نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض مثل نوره كمشكاة فِيهَا مِصْبَاح الْمِصْبَاح فِي زجاجة

2 / 37