جامع الرسائل
جامع الرسائل
پوهندوی
د. محمد رشاد سالم
خپرندوی
دار العطاء
د ایډیشن شمېره
الأولى ١٤٢٢هـ
د چاپ کال
٢٠٠١م
د خپرونکي ځای
الرياض
الْخَامِس
الْخَامِس أَن الْعباد لَا بُد لَهُم من سيئات وَلَا بُد فِي حياتهم من تَقْصِير فلولا عَفْو الله لَهُم عَن السَّيِّئَات وتقبله أحسن مَا عمِلُوا لما استحقوا ثَوابًا وَلِهَذَا قَالَ ﷺ من نُوقِشَ الْحساب عذب قَالَت عَائِشَة يَا رَسُول الله أَلَيْسَ الله يَقُول فَأَما من أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ فَسَوف يُحَاسب حسابا يَسِيرا سور الإنشقاق ٧ ٨ قَالَ ذَلِك الْعرض وَمن نُوقِشَ الْحساب عذب
وَلِهَذَا جَاءَ فِي حَدِيث الشَّفَاعَة الصَّحِيح إِذا طلبت الشَّفَاعَة من أفضل الْخلق آدم ونوح وَإِبْرَاهِيم ومُوسَى وَاعْتذر كل مِنْهُم بِمَا فعل قَالَ لَهُم عِيسَى اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّد عبد غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر
وَلِهَذَا قَالَ فِي الحَدِيث لما قيل لَهُ وَلَا أَنْت يَا رَسُول الله قَالَ وَلَا أَنا إِلَّا أَن يتغمدني الله بعفوه فَتبين بِهَذَا الحَدِيث أَنه لَا بُد من عَفْو الله وتجاوزه عَن العَبْد وَإِلَّا فَلَو ناقشه على عمله لما اسْتحق بِهِ الْجَزَاء قَالَ الله تَعَالَى أُولَئِكَ الَّذين نتقبل عَنْهُم أحسن مَا عمِلُوا ونتجاوز عَن سيئاتهم فِي أَصْحَاب الْجنَّة [سُورَة الْأَحْقَاف ١٦] وَقَالَ تَعَالَى وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ وَصدق بِهِ أُولَئِكَ هم المتقون إِلَى قَوْله ليكفر الله عَنْهُم أَسْوَأ الَّذِي عمِلُوا ويجزيهم أجرهم بِأَحْسَن الَّذِي كَانُوا يعْملُونَ [سُورَة الزمر ٣٣ - ٣٥]
1 / 150