_حاشية 21 - حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري (1)، قال: أخبرني أبو سلمة، قال: كان عباس يحدث، أن أبا بكر الصديق دخل المسجد، وعمر يحدث الناس [5/ أ]، فمضى حتى أتى البيت الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه، وهو في بيت عائشة، فكشف عن وجهه برد حبرة، فكان مسجى عليه به، فنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه، ثم أكب عليه، فقبله، ثم قال: لا يجمع الله عليك موتتين، لقد مت الموتة التي لا تموت بعدها. ثم خرج أبو بكر إلى المسجد، وعمر يكلم الناس، فقال أبو بكر: اجلس يا عمر فأبى أن يجلس، فكلمه مرتين أو ثلاثا، فأبى أن يجلس، فقام أبو بكر فتشهد، فأقبل الناس إلى أبي بكر، وتركوا عمر، لما قضى أبو بكر تشهده، قال: أما بعد: فمن كان منكم يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لم يمت، ثم تلا هذه الآية: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل}، الآية كلها، فلما تلاها أبو بكر أيقن الناس بموت رسول الله، وتلقوها من أبي بكر، حتى قال قائل من الناس لم تعلموا أن هذه الآية أنزلت حتى تلاها أبو بكر.
قال الزهري: عن ابن المسيب، قال عمر: ما هو إلا أن تلاها أبو بكر، فعقرت وأنا هائم، حتى خررت إلى الأرض، وأيقنت أن النبي صلى الله عليه قد مات.
مخ ۲۱